استقطبت شواطئ قطر آلاف المقيمين الذين أجبرتهم جائحة فيروس كورونا على عدم السفر إلى بلدانهم، ومع ارتفاع درجات الحرارة المترافقة وكثافة الرطوبة، وجد كثير من المقيمين في البحر ملاذا، في حين كانت المنتجعات والفنادق والاستراحات السياحية وجهة كثير من المواطنين القطريين.
وقال الناشط القطري محسن جاسم لـ"العربي الجديد"، إن قطر تمتلك شواطئ عامة متعددة، فهي شبه جزيرة، ولكن بعضها يحتاج من المجلس الوطني للسياحة للمزيد من الاهتمام وإقامة منشآت سياحية، بالإضافة إلى مراكز خدمات، مشيرا إلى عدم تأهيل بعض الشواطئ بما يتناسب مع النهضة التي تشهدها قطر في مختلف المجالات، مطالبا بإنشاء استراحات عائلية معقولة الكلفة، لأن كلفة الاستراحات القائمة مبالغ فيها، وتصل إلى 6 آلاف ريال (1650 دولارا) في اليوم الواحد.
وتوقع جاسم انتعاشَ السياحة الداخليّة بسبب قضاء غالبية الأسر للإجازة الصيفيّة في قطر، وعزوف كثيرين عن السّفر إلى الخارج بسبب الظّروف الاستثنائيّة التي خلفها انتشار فيروس كورونا.
وقالت سيدة الأعمال ميرفت إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إن قضاء القطريين فصل الصيف داخل البلاد انعكس على زيادة الدخل القومي، لافتة إلى أن تنشيط السياحة الداخلية يعد مسؤولية مجتمعية، ويستوجب جذب رؤوس الأموال إلى الداخل بدلا من إنفاقها في الخارج، خاصة أن الدولة وفرت منتجعات وفنادق سياحية راقية، فضلا عن وجود شواطئ متنوعة للعائلات والسيدات والعامة.
وأوضحت أنه "إذا توفر الاهتمام بفعالية وكفاءة سيزيد دخل القطاع السياحي، وتتحول الخسائر المترتبة على جائحة كورونا إلى مكاسب تعزز القطاع السياحي من خلال تطوير شامل لكل المرافق والمنتجعات"، مؤكدة أن الشكوى من ارتفاع الأسعار محقة، ومن الممكن إيجاد حلول لضبط الأسعار، ومنها زيادة الاستثمار في المشروعات السياحية ودعمها، وإقامة المزيد من المنتجعات، وسيقلل ذلك من السفر إلى الخارج، ويساهم في ضخ أموال المواطنين والمقيمين في داخل البلد.
وأشارت إبراهيم إلى تبني وجهات نظر جديدة لتجديد وتطوير الشواطئ، تشمل إقامة أكشاك صغيرة، ومشروعات شبابية، من بينها مطاعم ومراكز ترفيه وألعاب أطفال على الشواطئ.
ويرى المقيم السوري يزن الخالد، الذي اصطحب أسرته إلى شاطئ الوكرة للعائلات، أن الشاطئ يعتبر ملاذاً للعائلات للاستمتاع بإجازة عيد الأضحى، وأن البرنامج اليومي يشمل السباحة في الفترة الصباحية قبل ارتفاع درجات الحرارة ظهرا، ليجري وقتها إعداد الطعام الذي يتضمن شيّ الأسماك أو اللحوم، موضحا أن الشاطئ شهد تطويرا كبيرا، وبات يضم مرافق مثل دورات المياه، لكنه يحتاج إلى محال للمواد الغذائية وغيرها.
وتشيد المقيمة الأردنية عبير بشاطئ "كتارا" الذي ترتاده مع أطفالها خلال أيام العيد، مشيرة إلى توفر ألعاب للأطفال، فضلا عن كراسي البحر والحمامات وغيرها.
أما شاطئ سيلين، فقد استفاد من تجهيزات مشروع "العنة" الذي أقامه المجلس الوطني للسياحة في العام الماضي، وهو يجذب العديد من العائلات. ووفق مصدر من فريق الأمن بالشاطئ، فإن عدد رواده خلال أيام عيد الأضحى تجاوز 10 آلاف شخص يوميا.
وحسب بيانات وزارة البلدية والبيئة، فإنه يوجد 15 شاطئا عاما في قطر، من بينها 7 شواطئ للعائلات، وشاطئ واحد مخصص للنساء، و7 شواطئ مفتوحة، وقد خصصت الوزارة فرقا ميدانية لتوعية المرتادين للحفاظ على نظافة الشواطئ، وتقوم برفع المخلفات باستخدام آليات وسيارات مجهزة.
تدعو وزارة #البلدية_والبيئة مرتادي #شواطئ_قطر لعدم إشعال الفحم على الرمل مباشرة، والتخلص من مخلفات الفحم بعد الشوي في الحاويات الخاصة بذلك، وستعمل الوزارة على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال حق المخالفين لقانون النظافة العامة، فلنحافظ جميعا على نظافة شواطئنا وسلامة بيئتنا. pic.twitter.com/JLl2leLpJ0
— وزارة البلدية والبيئة | MME (@albaladiya) August 3, 2020