الشهيد الفلسطيني مصطفى الخطيب كان يحلم بامتلاك مصنع للسيارات

02 نوفمبر 2015
الشهيد مصطفى الخطيب (العربي الجديد)
+ الخط -
في لحظة غادرة قتلت رصاصات الاحتلال الإسرائيلي أحلام الفتى مصطفى عادل الخطيب (17 عامًا) من سكان قرية جبل المكبر جنوب شرقي القدس المحتلة، والذي كان يحلم بأن يصبح خبيرًا في صناعة السيارات وامتلاك مصنعٍ للسيارات في فلسطين، لكنه رحل شهيدًا بعد أن قتلته شرطة الاحتلال في القدس بدم بارد، الشهر الماضي.


الفتى مصطفى الخطيب ابن الصف الثاني عشر "التوجيهي"، في الفرع العلمي متفوق في دراسته، وكان يحلم بالسفر إلى ألمانيا من أجل دراسة هندسة تصنيع السيارات، وأن يصبح خبيرًا في صناعتها، ثم يعود إلى وطنه ليكون صانع سيارات فلسطينياً.

يقول عادل الخطيب والد الشهيد مصطفى لـ"العربي الجديد" إن "مصطفى كان يحلم بإكمال دراسته في ألمانيا وبأن يكون صاحب مصنع للسيارات في فلسطين، وكان يرى أن الدول العربية مستهلكة وغير منتجة، وهو ما دفعه لهذا التفكير".

اقرأ أيضاً: أكثر من 100 اعتداء إسرائيلي على المقدسات خلال أكتوبر

اعتاد مصطفى أيام الآحاد دخول المسجد الأقصى المبارك برفقة أصدقائه ليصلوا الفجر هناك، قبل الدراسة، ثم يلعبوا كرة القدم في ملعب برج اللقلق داخل أسوار الأقصى، وينتهي بهم الأمر للخروج إلى البلدة القديمة في القدس لشراء الكعك المقدسي، وتناول الفطور قبل الذهاب إلى مدارسهم.

ويتابع والد الشهيد مصطفى لـ"العربي الجديد"، إنني " كأي أب خشيت على مصطفى في ظل ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من قمع على أيدي قوات الاحتلال، ومنعته مدة أربعة أسابيع من الذهاب للمسجد الأقصى".

بعد حرمانه من دخول المسجد الأقصى المبارك لنحو شهر بسبب تصاعد الأحداث، خرج الفتى يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لزيارة المسجد، بعد إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن وجود تسهيلات، ولم يكن يعلم أن هذا الموعد سيكون يوم استشهاده.

كان يوم الإثنين، عندما قام مصطفى بتوصيل إخوته بسيارة العائلة إلى مدارسهم، ثم ركن السيارة قرب مدرسته، وتغيب عن الدوام المدرسي ليذهب إلى الأقصى بعد طول حرمان، وحينما وصل إلى باب مقبرة اليوسفية قرب باب الأسباط أحد بوابات بلدة القدس القديمة، تفاجأ بثلاثة من عناصر الشرطة الإسرائيلية يركضون باتجاهه، وحاول أحدهم الاعتداء عليه، وحينما منعه مصطفى قام رجل أمن آخر بإطلاق النار على رقبته ليسقط على الأرض، ثم بدأ نحو 15 شرطيًا بإطلاق الرصاص عليه رغم استشهاده والتنكيل به، وفق شهود عيان.

اقرأ أيضاً: الفلسطيني رائد جرادات.. شهيد النخوة

ودحض شهود العيان ادعاء شرطة الاحتلال بأن مصطفى كان يحمل سكينًا ينوي تنفيذ عملية طعن ضد عناصر أمن الاحتلال، فيما ادعت شرطة الاحتلال بعد ذلك أن أحد عناصرها قد أصيب، وهو ما نفاه والد مصطفى في حديثه لـ"العربي الجديد"، والذي أكد أن سيارات الإسعاف حينما جاءت لتنقل المصابين لم تنقل أي مصاب إسرائيلي، ولم تكن على الأرض سوى جثة ابنه مصطفى.

الوالد المكلوم يؤكد حجم الكراهية الدفينة الموجودة لدى الأمن الإسرائيلي، والذي يتلذذ بالتنكيل وقتل الأطفال الفلسطينيين، ويقول:" إن أحد عناصر شرطة الاحتلال كان يسأل عنصرًا آخر عن سعادته بقتل مصطفى، فيجيبه نعم".

وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد مصطفى وهو الابن البكر لوالديه، منذ لحظة استشهاده، ما يجعل عائلته تعيش أجواء من العذاب في كل يوم وتعيش اللحظات الأولى لاستشهاده، وخاصة حينما ينكأ الناس هذا الجرح بالسؤال عن إمكانية تسليم الجثمان، ويعيشون بعزاء مستمر، فهي رواية بدون نهاية، كما يقول والده.

وما يزيد المعاناة هو العقاب الجماعي الذي يتعرض له ذوو الشهداء، من التهديد بهدم المنازل وتفتيشها بشكل متكرر، علاوة على العقوبات على أهل الحي أو القرية، كما حدث في جبل المكبر، والذي تعتبره سلطات الاحتلال بؤرة فلسطينية يخرج منها المقاتلون.

اقرأ أيضاً: الشهيدة دانيا ارشيد "عروس الحرم" في الخليل

المساهمون