الشعلة الأولمبية.. نار تُشعل من الشمس وتتعاقب عليها الأجيال

04 اغسطس 2016
الشعلة الأولمبية إرث وتاريخ للأولمبياد(Getty-العربي الجديد)
+ الخط -
 تتوجه الأنظار إلى استاد ماراكانا الشهير في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، الذي سيشهد الافتتاح الرسمي لمنافسات الألعاب الأولمبية الصيفية، والتي لن تنطلق إلا بإيقاد "شعلة" الأولمبياد المعروفة وهي الجزء الذي لا يمكن إغفاله في عرف الألعاب الأولمبية، على مر التاريخ ومنذ مئات السنين.

ومنذ أن استضافت العاصمة الهولندية أمستردام الدورة الأولمبية التاسعة، التي جرت في العام 1928، خرجت فكرة إيقاد الشعلة للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الحديثة، وهي الفكرة المستمدة من الإغريق القدماء، والتي تعني في فكرهم أنها رمز للضوء والروح والمعرفة والحياة لكن العمل بها تم رسميا في أولمبياد برلين 1936، وأصحبت جزءاً أساسيّاً من حفل الافتتاح منذ ذلك الحين.

فكرة يونانية
وتعاقبت الأجيال من أجل حمل الشعلة الأولمبية وإشعالها، وأضحت جزءا لا يتجزأ من العرس العالمي، الذي اقترن بإيقادها وإطفائها عندما تنتهي الألعاب، ويعرف التاريخ الرياضي، أن اليونان مهد الألعاب الأولمبية الرياضية، هي من أوقدت الشعلة أولا حيث كان الإغريق يؤمنون بأن النار مقدسة، كما ترمز الشعلة إلى انتقال مبادئ وقيم فكرة الأولمبياد من اليونانيين القدماء إلى العالم الحديث.

كيف تضاء النار؟
لا تتم الاستعانة من أجل إيقاد الشعلة بالنار، وهي العميلة التي تتم في معبد "هيرا" الشهير في أولمبيا اليونانية قبل عدة أشهر من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، بل يتم إشعال الشعلة الأولمبية وذلك باستخدام طاقة الشمس من خلال استخدام مرآة مخصصة لذلك الغرض، وتشعل النار في إناء صغير ثم يتم من خلاله إيصال النيران للشعلة الأولمبية، وفي حال كانت الشمس غائبة يستعان حينها بمصدر للطاقة.

شرف حملها
يعد حمل الشعلة الأولمبية شرفاً رياضياً كبيراً، وهي التي تبدأ رحلة الدوران حول دول العالم، ويتعاقب على تلك الرحلة العديد من الأساطير والنجوم في مختلف الألعاب، خاصة أولئك الذين حققوا أبرز الإنجازات. وينتهي تتابع الشعلة الأولمبية في يوم حفل الافتتاح في وسط الاستاد الذي يستضيف الألعاب. وغالبا ما يتم التكتم على آخر من يحملها قبل إشعالها في الاستاد بحسب أعراف الألعاب الأولمبية حتى آخر لحظة، وعادة ما يكون من مشاهير الرياضة في البلد المضيف.

أول امرأة تحملها؟
ويعتبر أنه شرف عظيم أن يطلب منه إيقاد الشعلة الأولمبية، التي تستمر مضاءة حتى النهاية الرسمية للألعاب، ولم يقتصر الأمر على الرياضيين فحسب؛ حيث حمل الشعلة الأولى عداء ألماني، بل كانت العداءة المكسيكية، إنريكيتا باسيليو، أول امرأة تشعلها في الاستاد عام 1968 في دورة الألعاب الأولمبية "مكسيكو سيتي".

هل تطفأ من الأمطار والعواصف؟
يتساءل كثيرون حول مدى تأثير الأمطار على الشعلة الأولمبية المضاءة في الاستاد أو في أثناء نقلها؛ لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الشعلة الأولمبية مصممة كي لا تتأثر بأقسى الظروف الجوية سواء بالأمطار أو بالرياح، وقد تم التأكد من الأمر خلال أولمبياد لندن الأخيرة (2012) حيث تم عمل تجارب كبيرة، ووضعت الشعلة في أقسى الظروف، لكنها لم تنطفئ بفضل تصميمها الخاص الذي صمم لأجل تلك الغاية، أو يتم عمل شعلة احتياطية أخرى لتفادي ما حدث في السابق حينما انطفأت شعلة أولمبياد مونتريال 1976.
المساهمون