الشربيل.. من نعل "حريم المخزن" إلى حذاء يعانق العالمية

02 مارس 2016
الشربيل حذاء عالمي (Getty)
+ الخط -

رغم منافسة الأحذية الصينية والباكستانية له، إلا أن الشربيل المغربي مازال يحافظ على ريادته وإشعاعه بوصفه أحسن أنواع الأحذية التقليدية النسوية بالنظر إلى شكله ودقة صنعه وأناقة مظهره.

والشربيل كان في بداية أمره لا يتعدى حريم المخزن، لكنه انتشر تدريجيا في صفوف النساء الثريات، ثم انتقل إلى متوسطات الأوضاع الاجتماعية، بل أصبح في متناول نساء كل الفئات الاجتماعية الدنيا.

وتعود كلمة الشربيل إلى الأصل التركي، استعملت للدلالة على الأحذية الجلدية السوداء التي لا كعب لها مما كانت تلبسه النساء المسلمات داخل البيوت في القسطنطينية وتونس والجزائر وغيرها من البلدان الإسلامية التي وفد إليها الأتراك العثمانيون وبسطوا نفوذهم عليها. وقد تحولت من شبريلا أصلها الأول إلى شبريل ثم إلى شربيل.

والشربيل هو النعل النسائي التقليدي الذي لم يتراجع صيته ولا الدور الذي لعبه على مر العصور والأزمنة، فقد كان ومازال أكثر من غيره رشاقة وجمالا، لأن موطئ القدم فيه أكثر اكتنازا وجاذبية. وهو يناسب الأرجل النسوية صغيرة المقاسات، وبنيتها الهيفاء أكثر من غيره من الأنواع الأخرى، وتفضله طويلات القامة بينما تبتعد عنه القصيرات.

وفي القديم كان ثمن الشربيل مرتفعا بسبب كثرة الطرز فيه، لذلك كان مجاله مقتصرا على نساء الطبقات الاجتماعية الميسورة. وكانت فاس في المغرب أكبر مركز إنتاج أحسن أنواع الشرابيل النسوية، حيث احتضنت عددا كبيرا من الصناع المهرة المشهورين نذكر من بينهم محمد بن العربي بن إبراهيم والحسن المرنيسي اللذين استمرا على قيد الحياة الى سنة 1930. ويشهد كل الحرفيين أنهما كانا أكبر صناع الشربيل.

والشربيل أنواع، فمنه المطرز بالحرير الخالص، والمنمق بخيوط الذهب أو الفضة أو النحاس(الصقلي)، وأجوده ما كان مطرزا بالذهب ويغطي الطرز رقعته كلها، حسب ما يقول سعيد، وهو يمتهن بيع الشربيل والبلغة أكثر من 8 سنوات.

في محله بحي «الألفة» الشعبي بالدار البيضاء (كبرى مدن المغرب)، يعرض سعيد الشربيل بجميع أنواعه وأشكاله، ويؤكد لـ "العربي الجديد" أن تجارته تنشط أكثر في الأعياد الدينية وحفلات الزفاف ومع اقتراب شهر رمضان.

ويقول المتحدث، إن الشربيل المغطى بالكامل إما بخيوط الفضة أو الذهب يسمى "الشربيل المغطوس" أو "شربيل الصم" . أما إذا كان مطرزا بخيوط النحاس فإنه يدعى "شربيل البلسيان" أو "شربيل الصقلي الحرامي".

أما مقاسات الشربيل للإناث فهي السباعي والثماني والتساعي. وهذه المقاسات في مصطلحات الحرفيين إما صافية أو ناقصة أو وافية. أما المقاسات التي تقل عن الحد الأدنى لدى الإناث فتدعى "قياس العويتقة" بالتعبيرالمغربي الدارج أي الفتاة العذراء.

ويظل الشربيل بالرغم من المنافسة الشديدة التي يعرفها السوق المغربي من طرف بعض الأحذية الصينية، الحذاء التقليدي المفضل عند النساء المغربيات، فهو مريح ويمنح القدم جاذبية وسحرا، كما يورد محدثنا.

أما أسعار الشربيل فإنها تتفاوت حسب الجلد المستخدم والنوع المطلوب، وتتراوح بين 5 و6 دولارات، في حين يصل ثمن بعضها  إلى 100 دولار، حسب المواد المستخدمة في صناعته وتطريزه.

إن الشربيل بكل أنواعه يبقى أزهى أحذية النساء المغربيات، كانت تتوق إلى امتلاكه كل أنثى، مهما كان عمرها أو مستواها الاجتماعي، مثلما كانت تتوق إلى امتلاك أجود الملابس والحلي والمجوهرات، وهو اليوم حذاء طبقت شهرته الآفاق وظهرت به نجمات وعارضات على أغلفة مجلات وانبهرت به الأجنبيات قبل العربيات.

اقرأ أيضا:أبرز النجوم العرب في "هوليوود"

المساهمون