ويضيف أبو شادي الشامي، لـ"العربي الجديد": "اليوم دخلنا كسوريين سوق الشاورما ومن أوسع أبوابه، وبتنا منافسين للمحال التركية، سواء بكسر السعر، حيث نحن نبيع الشطيرة بثلاث ليرات تركية في حين يبيعونها بأربع أو خمس ليرات، كما أننا نقدمها بخبز سوري خاص، حيث بدأ الأتراك باستساغته وطلبه".
ويلفت بائع الشاورما السوري إلى أن المحال السورية غزت الولايات التركية بأكملها، وكثرت في المدن التي يتعاظم فيها وجود السوريين، ففي مدن غازي عنتاب أو أنطاكية أو إسطنبول، ثمة شوارع بأكملها للمطاعم السورية، فشارع يوسف باشا ومنطقة الهسكة تحديداً بإسطنبول، فيها 25 مطعماً سورياً، معظمها يبيع الشاورما.
وأشار إلى أن الشاورما السورية دخلت لأهم معقل للشاورما التركية بساحة تقسيم، ونجحت أربعة مطاعم أخيراً في المنافسة وجذب السياح العرب والأوروبيين، فضلاً عن السوريين والأتراك، وفي مقدمتهم مطعم "طربوش"، الذي فتح فروعاً له في كثير من الأحياء والمدن التركية.
ولم يبتعد الشيف حسن، من مطعم "فاتح الخير"، عن سابقه، بل يزيد بأن مطعمه الكائن أمام جامع الفاتح بإسطنبول، بات زبائنه الأتراك والعرب أكثر من السوريين.
ويعتبر حسن، خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن الشاورما السورية تتفوق على التركية "لأننا نقتل زنخة الفروج بالتتبيلة وننقع اللحم بالخل ليوم كامل، وتتبيلتنا تختلف عن تتبيلة شاورما الأتراك"، لافتاً إلى أن شاورما أنس بمنطقة الفاتح "يوسف باشا" يبيع أكثر مما تبيع خمسة محال تركية يومياً، رغم أن شاورما أنس رفع السعر إلى 5 ليرات للشطيرة الواحدة.
وحول الأسعار والفارق بينها، يضيف حسن: تم رفع سعر شطيرة الشاورما السورية أخيراً إلى أربع ليرات، والشاورما العربي (بطبق مع مزيد من اللحم والمقبلات) إلى 7 ليرات، كما يوجد صحن شاورما عربي كبير بعشر ليرات تركية، في حين يبيع الأتراك الشطيرة بخبزهم الخاص بين 4 و6 ليرات تركية، لكنها أصغر وأقل لحماً من الشطيرة السورية.
وفي ما يتعلق بالمنافسة، قال الشيف السوري: لكل طعام ذواقوه ومحبوه، لكننا كسوريين تمكّنّا من منافسة الأتراك ونشر الشاورما السورية بكافة أحياء اسطنبول، وكما ترى الازدحام، مشيراً بيده لمراسل "العربي الجديد".
أما بولانت، بائع الشاورما بساحة تقسيم، فيرى أن أصل الشاورما تركي ولا يمكن للسوريين منافستهم، مشيراً إلى أن زبائن المحال التركية من العرب والسوريين والسياح الأجانب، في حين زبائن الشاورما السورية من السوريين وبعض العرب فقط.
وحول الخلاف بين الأكلتين، يضيف بولانت، لـ"العربي الجديد"، أن السوريين يضيعون طعم اللحم بالصلصة والبندورة، لكننا نقدم اللحم فقط مع بعض البطاطا المقلية إن طلب الزبون، مشيراً إلى أن جل الإقبال على شاورما لحم البقر الذي لم يدخله السوريون ويبيعون فقط شاورما الدجاج.
وفيما يعتبر كثيرون أن أصل الشاورما "شامي"، يؤكد آخرون أن الحجاج الأتراك هم الذين نقلوها لبلاد الشام خلال رحلات حجهم، لكن الألمان يرفضون هذه المقولة ويؤكدون أن مخترعها هو قدير نورمان، الذي توفي في 2013 عن عمر يناهز ثمانين عاماً في العاصمة الألمانية برلين، وبدأ عاملاً في ألمانيا ليشرع في سبعينيات القرن الماضي ببيع شرائح اللحم داخل الخبز الشرقي أمام محطة حديقة الحيوان في برلين.
إلا أن التاريخ يشير إلى أن أصل الشاورما "دونير" هو تركي، وأصلها من مدينة بورصة، حيث اخترعها محمد إسكندر الذي يقول أحفاده إنه صاحب أول سيخ شاورما عمودي في العالم. ودخلوا في معارك قضائية متواصلة دون أن يفلحوا في نسبة براءة اختراعها إليهم.
وشهد عام 1870 أول ظهور للشاورما في العهد العثماني على يد إسكندر في مدينة بورصة التركية، رابع أكبر مدينة تركية. ومن ثم انتقلت إلى ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية مع هجرة الأتراك، ليقوم محمد أيغون وقدير نورمان في السبعينيات بتعريف الألمان على الأكلة السريعة التي تحضر من اللحم الأحمر والدجاج.