الشاهد يعلن عن خارطة طريق وميثاق سياسي قبل الانتخابات

18 ابريل 2019
الشاهد غير راض عن الأجواء السلبية (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، أنّه سينطلق في مشاورات مع كل الأطراف السياسية والأحزاب دون إقصاء، لإصدار ميثاق سياسي للتصدي للمناخ السائد وتنقية الأجواء للمرور إلى الانتخابات القادمة في ظروف جيدة.


وأكد الشاهد في كلمة إلى التونسيين مساء اليوم الأربعاء، أن الشائعات التي تسيطر على المناخ العام هدفها ضرب معنويات التونسيين والحكومة، مشيراً إلى أن تحسين الوضع لا يتم بالتشويه وبالسب وبالعنف السياسي بل إن مسؤولية الجميع التصدي لمثل هذه الأجواء، وذلك في كلمته التي تضمنت خارطة طريق لأبرز أولويات الحكومة للستة أشهر القادمة.

وبين الشاهد أن خارطة الطريق واضحة وتقوم على محاربة الفساد وتحسين وضع التونسيين ومحاربة الغلاء ومواصلة مسار الإصلاح وتحسين وضع الاقتصاد التونسي، مؤكداً أن "نجاح خارطة الطريق هي نجاح للتونسيين وهو أمر يحتاج عزيمة ووحدة التونسيين لتجاوز الصعوبات ولكي تكون تونس أفضل"، على حد تعبيره.

وأشار الشاهد إلى أنه كان سيلقي كلمة في مجلس نواب الشعب حول قطاع الصحة العمومية ولكن الفوضى حالت دون ذلك، مبيناً أن "البعض لم يفهم معنى الديمقراطية ويعتقد أنه بالصراخ يمكن حل مشاكل تونس والتي لن تحل إلا بالحوار".

كذلك نوه إلى أن الدولة عاشت صعوبات وأن الحكومات السابقة اضطرت للجوء إلى صندوق النقد الدولي إلى جانب تراجع الدينار، ولكن رغم أن الوضع صعب إلا أن عديد المؤشرات في تحسن، مبيناً أن الإيجابيات لا يتم أبداً الخوض فيها.

وأوضح أن الصعوبات موجودة والوضع لن يتحسن سريعاً ولكن المؤشرات يجب أن تأخذ اللون الأخضر في أفق 2020 وهو ما يجب أن يعرفه التونسيون، مضيفاً أن الخطابات السائدة اليوم تقوم على الشعارات والوعود الزائفة والتي تقوم على آلام التونسيين.

وبخصوص التجاذبات السياسية الحاصلة، قال إن التفكير في الانتخابات المبكرة وراء الفوضى الحاصلة وهذا مرفوض. وأوضح أن البعض يبث الإشاعات ويخطط لاحتكار المنتجات الغذائية بهدف الرفع في الأسعار، وهو ما دفع الحكومة إلى شن حملات مؤخراً وإلى عقد اجتماعات لمراقبة مسالك التوزيع والمخازن والتي ستكون أولوية الحكومة في الفترة القادمة لخفض الأسعار، ولكي يمر شهر رمضان في ظروف طيبة.

وبين أن تونس مقبلة على موسم سياحي وعودة التونسيين بالخارج والامتحانات وكل هذا يحتاج إلى توفر الأمن وإلى تحسين الأوضاع، مشيراً أن تونس حققت مؤشرات إيجابية في الجانب الأمني منذ 2016 وكل الدول رفعت حظر السفر عنها، وهو نجاح لتونس رغم الوضع الإقليمي الصعب.

وقال إن تونس تحتاج إلى مواصلة الإصلاح وتنفيذ المشاريع وهو ما دفعها إلى تحديد الأولويات ضمن خارطة طريق إلى جانب رفع التعقيدات والتعطيلات الإدارية والبدء في انطلاق المشاريع الكبرى من طرقات وشبكات مياه، إضافة إلى برنامج تمكين أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل من قطع أراضٍ للاستثمار.


وقال انّه يتم التشكيك في كل الملفات وفي تصريحات الحكومة سواء في عقود النفط والملح، مشدداً على أن الحرب ضد الفساد لا يمكن أن تثني الحكومة عن عملها وبالتالي المحاربة لا تكون بالتصريحات بل بمسك رؤوس الفساد وإحالة الملفات على القضاء الذي أثبت استقلاليته. وتابع قائلاً إن الحكومة مست رؤوس الفساد وكان لها الشجاعة لكسر كل هذه الحواجز.

وبين الشاهد أن حملات التشويه لن تثني الحكومة عن عملها احتراماً للمسؤولية والسياسة في مفهومها النبيل واتخاذ القرارات حتى لو كانت صعبة، مضيفاً أن الحكومة لا تبالي إن كان ذلك سيربحها أصواتاً أو لا، بقدر التفكير في تونس.