وقالت السفارة إن الزيارة تأتي بدعوة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، "لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع وأرحب، وتأكيداً على قوة ومتانة العلاقات المتميزة بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة لهما ويحقق تطلعات القيادتين وآمال شعبيهما".
وبدت الزيارة غريبة في توقيتها وشكلها، بعد أن رافقت زيارة بن سلمان الخاطفة إلى تونس موجة كبيرة من الاحتجاجات الشعبية والحزبية، وانتقادات للرئيس السبسي الذي استقبله في أوج الحملة العالمية المنددة بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا.
وبرغم الحفاوة المبالغ بها للسبسي، فإن نتائج الزيارة كانت باهتة، إذ سبقها ترويج لإمكانية وضع المملكة وديعة بملياري دولار، سرعان ما تم تكذيبها، قبل الحديث عن حزمة اتفاقات في الأيام اللاحقة، لم يعلن عنها إلى اليوم.
ويتساءل مراقبون إذا ما كان الشاهد سيتابع تلك الزيارة ويعود بوعود جدية هذه المرة من المملكة، التي سابقت زيارة بن سلمان بجرد المساعدات التي قدمتها لتونس، ولكنها كانت دون المأمول طيلة سنوات الثورة التونسية، كما تبينه أرقام المقارنة مع دول غربية وعربية أخرى.
ويطرح سؤال آخر حول ما إذا كانت الزيارة تمثل تكاملًا او تنافسًا بين الرئيس الباجي قايد السبسي ورئيس حكومته يوسف الشاهد، خصوصًا مع تصاعد الخلافات بينهما ودخولها خط السباق الأخير في الأشهر المتبقية لانتخابات العام القادم.
وقدّر مراقبون إبان زيارة بن سلمان إلى تونس أنها قد تدخل البلاد في صراع المحاور العربية الذي هي في غنى عنه، ولكن مصادر خاصة قالت لـ"العربي الجديد" إنه قد يكون مجانبًا للصواب، وقد تكون تونس طمأنت بعض الجهات العربية بأن ذلك غير صحيح.
وينتظر أن يكون الشاهد أيضًا في مرمى الانتقادات الشعبية والحزبية التي ترى في هذه الجهود التونسية محاولات متكررة لتبييض صورة بن سلمان عربيًا ودوليًا، في وقت لم تلق فيه تونس ما كانت تأمله من دولة شقيقة غنية.