مرشح لزعامة حزب المحافظين: المستعمرات البريطانية السابقة يجب أن تكون شاكرة للإمبراطورية

29 أكتوبر 2024
روبرت جينريك أثناء كلمة له في بيرمينغهام، 2 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- روبرت جينريك، مرشح زعامة حزب المحافظين، يرفض فكرة التعويضات عن العبودية والاستعمار، مشددًا على أهمية الفخر بإرث الإمبراطورية البريطانية ومؤسساتها.
- زعماء الكومنولث يدعون إلى محادثات حول التعويضات، ورئيس الوزراء كير ستارمر يوقع على وثيقة تدعو للعدالة التعويضية، لكنه يواجه انتقادات لرغبته في التركيز على المستقبل.
- تصريحات جينريك تثير غضب شخصيات سياسية مثل بيل ريبيرو آدي، التي تؤكد أن الاستعمار والاستعباد كانا أنظمة استغلالية، محذرة من تأثيرها على العلاقات الدولية.

قال مرشح زعامة حزب المحافظين روبرت جينريك، إن المستعمرات البريطانية السابقة يجب أن تكون شاكرة لإرث الإمبراطورية، بدل المطالبة بالتعويضات. أدلى جينريك بهذه التعليقات في مقال بصحيفة "ديلي ميل"، أمس الاثنين، رافضًا الزخم المتزايد لتقديم التعويضات والعدالة للدول والأشخاص المتضررين من العبودية عبر الأطلسي، في ظل الجدل الدائر في الأيام الأخيرة والذي طُرح خلال قمّة دول الكومنولث الأسبوع الماضي.

وزعم النائب، الذي يتنافس مع المرشحة كيمي بادينوخ، في جولة الإعادة لأصوات أعضاء حزب المحافظين قبل الإعلان عن النتيجة النهائية يوم السبت المقبل، أن المناقشة حول التعويضات "تسربت إلى مناقشتنا الوطنية من خلال الجامعات التي اجتاحها اليساريون الذين يروجون لهراء ماركسي زائف لطلاب جامعيين قابلين للتأثر". وقال: "لم تكن الأراضي التي استعمرتها إمبراطوريتنا ديمقراطيات متقدمة. كان في العديد منها سلطات قاسية وشهدت تجارة الرقيق. بعضها لم يكن مستقلاً قط. كسرت الإمبراطورية البريطانية السلسلة الطويلة من الطغيان العنيف عندما بدأنا في تقديم القيم المسيحية، تدريجيًّا وبشكل غير كامل".

إلى جانب "الصدق بشأن جرائم الاستعمار"، قال جينريك، يجب أن تفخر بريطانيا بـ"إنجازاتها"، مستشهدًا بنموذج القانون العام والمؤسسات البريطانية الأخرى في المستعمرات البريطانية السابقة. وكتب النائب في مقاله: "أنا لا أخجل من تاريخنا. قد لا يبدو الأمر كذلك، لكن العديد من مستعمراتنا السابقة، وسط الحقائق المعقدة للإمبراطورية، مدينة لنا بالامتنان للميراث الذي تركناه لهم".

واتفق زعماء الكومنولث نهاية الأسبوع على أن "الوقت قد حان" لإجراء محادثة حول التعويضات عن تجارة الرقيق. وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من بين 56 رئيس حكومة وقعوا على وثيقة في قمة الكومنولث أقرت بدعوات "المناقشات حول العدالة التعويضية" لتجارة الرقيق "البغيضة" عبر الأطلسي. وتعرّض ستارمر، الذي يتزعم حزب العمال، لانتقادات شديدة قبل المؤتمر، بعد أن قال للصحافيين إنه يريد "التطلع إلى الأمام" بدلاً من إجراء "مناقشات طويلة للغاية لا نهاية لها حول التعويضات عن الماضي". واتهم جينريك ستارمر بالتراجع عن القضية، و"الاستسلام لأولئك الذين عزموا على تمزيق بلدنا".

ووصفت رئيسة المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب للتعويضات الأفريقية، بيل ريبيرو آدي، والتي نظمت المؤتمر الوطني الثاني لبريطانيا حول التعويضات، الأحد الماضي، تعليقات جينريك بأنها "مسيئة للغاية وتشويه بغيض للتاريخ". وقالت: "لم يكن الاستعباد والاستعمار" هدايا "بل أنظمة مفروضة استغلت الناس بوحشية، واستخرجت الثروة، وفككت المجتمعات، وكل ذلك لصالح بريطانيا. إن اقتراح أن تكون المستعمرات البريطانية السابقة ممتنة لمثل هذا الضرر الذي لا يمكن تصوره يتجاهل إرث هذه المظالم والتأثير الطويل الأمد الذي لا يزال لها على العديد من الدول اليوم".

وأضافت النائبة عن حزب العمال روبيرو آدي: "بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نحتاج إلى ترسيخ أنفسنا بوصفنا أمة يمكن للجميع التعامل معها. لا يمكننا تحمل مثل هذه التعليقات الدنيئة التي لا أساس لها من الصحة. في حين قد تبعث رسائل لا تفهمها إلا فئة معينة من الأشخاص أثناء التنافس على زعامة حزب المحافظين، فإن هذه المشاعر المهينة كارثية للعلاقات الدولية".

وقبل أيام من الموعد النهائي لأعضاء حزب المحافظين للإدلاء بأصواتهم لاختيار خليفة ريشي سوناك، تحدثت المرشحة بادينوخ أيضًا ضد التعويضات، مدعية أن السياسيين البريطانيين "يشعرون بالحرج الشديد" من أن يكونوا ضد الفكرة بشكل واضح. وقالت لصحيفة "ذا تلغراف": "لن أضع اسمي على أي وثيقة تذكر التعويضات". في سياق متصل، خلص تقرير نشرته جامعة جزر الهند الغربية العام الماضي، بدعم من القاضي في محكمة العدل الدولية، باتريك روبنسون، إلى أن المملكة المتحدة مدينة بأكثر من 18 تريليون جنيه إسترليني تعويضات عن دورها في العبودية في 14 دولة في منطقة البحر الكاريبي.