حال محمد موسى مثل معظم الشبّان الفلسطينيين في لبنان. يسعون في طلب العلم طويلاً، لكنّ تخرجهم لا يعني أبداً حصولهم على فرصة عمل، فالأبواب موصدة في وجوههم، تمنع عنهم هذا الحق فقط لأنّهم فلسطينيون.
يعيش محمد بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوب لبنان. يبلغ من العمر 20 عاماً. بعد حصوله على الشهادة المتوسطة (التاسع الأساسي) التحق بمعهد سبلين الفني التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (أونروا). هناك درس مهنة ميكانيك محركات الديزل المرغوبة في لبنان، وحصل على الشهادة الفنية.
لكن، بعد تخرجه بحث كثيراً عن عمل، في شركات عديدة، ورفض طلبه لأنّه فلسطيني. حاول كذلك تقديم طلبات عمل إلى دول الخليج وغيرها، لكنّه أيضاً لم ينل عملاً. يقول إنّه في إحدى المرات تقدم حتى بطلب تأشيرة زيارة لا أكثر إلى إحدى الدول العربية فرفض طلبه كذلك.
يقول محمد: "كثير من الشباب الفلسطينيين من الجنسين ليس لديهم عمل. ومعظمهم من خريجي الجامعات والمعاهد، حتى أنّ بعضهم يحمل شهادات ماجستير". وعن تجربته الشخصية، يقول: "طلباتي في الشركات كلّها كانت تقابل بالرفض. وفي إحدى المرات قبلني صاحب شركة في مدينة صيدا لأعمل في مهنتي، لكنّ المفاجأة أنّ الأجر كان زهيداً جداً، فقد كنت أتقاضى 50 ألف ليرة لبنانية (33.3 دولاراً أميركياً) أسبوعياً لا أكثر. كذلك، لم تكن مهامي هناك تتضمن العمل الأساسي الذي تخصصت فيه. على الرغم من ذلك، قبلت عرضه وعملت، وقلت في قرارة نفسي، إنّ وضعي قد يتحسن. لكن بعد مدة فوجئت بصاحب العمل يرسل في طلبي ويخبرني أنه استغنى عن خدماتي لأنّني فلسطيني وقد أسبب له الملاحقة القانونية إن استمر عملي لديه". يقول: "خرجت بخسارة، إذ خسرت العمل، ونسيت ما تعلمته في المعهد من التعامل مع المولدات الكهربائية ومحركات الديزل لأنّني لم أمارس مهنتي هناك".
اقــرأ أيضاً
يعيش محمد بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوب لبنان. يبلغ من العمر 20 عاماً. بعد حصوله على الشهادة المتوسطة (التاسع الأساسي) التحق بمعهد سبلين الفني التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (أونروا). هناك درس مهنة ميكانيك محركات الديزل المرغوبة في لبنان، وحصل على الشهادة الفنية.
لكن، بعد تخرجه بحث كثيراً عن عمل، في شركات عديدة، ورفض طلبه لأنّه فلسطيني. حاول كذلك تقديم طلبات عمل إلى دول الخليج وغيرها، لكنّه أيضاً لم ينل عملاً. يقول إنّه في إحدى المرات تقدم حتى بطلب تأشيرة زيارة لا أكثر إلى إحدى الدول العربية فرفض طلبه كذلك.
يقول محمد: "كثير من الشباب الفلسطينيين من الجنسين ليس لديهم عمل. ومعظمهم من خريجي الجامعات والمعاهد، حتى أنّ بعضهم يحمل شهادات ماجستير". وعن تجربته الشخصية، يقول: "طلباتي في الشركات كلّها كانت تقابل بالرفض. وفي إحدى المرات قبلني صاحب شركة في مدينة صيدا لأعمل في مهنتي، لكنّ المفاجأة أنّ الأجر كان زهيداً جداً، فقد كنت أتقاضى 50 ألف ليرة لبنانية (33.3 دولاراً أميركياً) أسبوعياً لا أكثر. كذلك، لم تكن مهامي هناك تتضمن العمل الأساسي الذي تخصصت فيه. على الرغم من ذلك، قبلت عرضه وعملت، وقلت في قرارة نفسي، إنّ وضعي قد يتحسن. لكن بعد مدة فوجئت بصاحب العمل يرسل في طلبي ويخبرني أنه استغنى عن خدماتي لأنّني فلسطيني وقد أسبب له الملاحقة القانونية إن استمر عملي لديه". يقول: "خرجت بخسارة، إذ خسرت العمل، ونسيت ما تعلمته في المعهد من التعامل مع المولدات الكهربائية ومحركات الديزل لأنّني لم أمارس مهنتي هناك".
يتابع: "بعد تركي العمل هناك، بدأت أبحث مجدداً، لكن من دون جدوى، فالإجابة لدى الجميع كانت دائماً: ليس لدينا عمل، والسبب أنّني فلسطيني. سنتان وأنا أبحث عن عمل، والأيام تمضي. حاولت الهجرة إلى دولة أوروبية لكنّ أهلي لم يسمحوا لي بذلك خوفاً عليّ".
يقول: "يئست تماماً من تقديم الطلبات في الداخل والخارج. استسلمت للأمر الواقع وبتّ أبحث عن عمل بديل عن اختصاصي، فاستأجرت مع والدي محلاً صغيراً في منطقة تعمير الحارة في صيدا، لبيع المواد الغذائية. كنت قد بدأت أشعر أنّ مستقبلي يضيع ويجب أن أسعى إلى تكوين ذلك المستقبل".
وعن عمله الحالي، يقول: "جهزنا المحل عن طريق الشراء بالدين، وبذلك، فالبضاعة الموجودة لدينا الآن رهن بيعها. بعد سدادي الديون أبدأ في جني الأرباح. هي مغامرة بالنسبة لي لا شك، ولا أعلم إلى أيّ مدى ستنجح، لكن، هل في إمكاني الاستمرار كما كنت؟". يتابع: "في كلّ الأحوال، ومهما كانت النتيجة فهي أفضل من الوضع السابق الذي كنت أعيشه من بحث دائم عن عمل، وإمضاء معظم أوقاتي في البيت لا أفعل شيئاً حتى بدأت يومها في التفكير بدراسة مهنة أخرى علّني أجد عملاً. فكرت في تعلم التمريض كأخي الذي يصغرني سناً، فهو يعمل اليوم في أحد مستشفيات صيدا، ولو بأجر زهيد. كان وضعه دائماً أفضل مني، وحتى الآن أعتقد أنّ مستقبله سيكون أفضل من مستقبلي، فهو يعمل ويتابع دراسته. أقلعت الآن عن فكرة دراسة التمريض وأصبّ كامل اهتمامي في المحلّ".
لا ينسى محمد موسى أن يوجه كلمة أخيرة إلى المسؤولين اللبنانيين، يطلب فيها إعادة النظر في قضية عمل الفلسطينيين، ومنحهم الحقوق المدنية: "ولدت في لبنان ولا أعرف بلداً غيره، فأين سأذهب؟ في مخيم عين الحلوة وحده 12 ألف خريج جامعي ومهني فلسطيني عاطلون من العمل. كذلك، أطلب من المسؤولين الفلسطينيين الضغط على الدولة اللبنانية في هذا الأمر، لأنّ الفلسطيني يشعر بالتهميش فلا عمل ولا حقوق ولا إنسانية، ولا يعرف ماذا سيفعل بمستقبله".
اقــرأ أيضاً
يقول: "يئست تماماً من تقديم الطلبات في الداخل والخارج. استسلمت للأمر الواقع وبتّ أبحث عن عمل بديل عن اختصاصي، فاستأجرت مع والدي محلاً صغيراً في منطقة تعمير الحارة في صيدا، لبيع المواد الغذائية. كنت قد بدأت أشعر أنّ مستقبلي يضيع ويجب أن أسعى إلى تكوين ذلك المستقبل".
وعن عمله الحالي، يقول: "جهزنا المحل عن طريق الشراء بالدين، وبذلك، فالبضاعة الموجودة لدينا الآن رهن بيعها. بعد سدادي الديون أبدأ في جني الأرباح. هي مغامرة بالنسبة لي لا شك، ولا أعلم إلى أيّ مدى ستنجح، لكن، هل في إمكاني الاستمرار كما كنت؟". يتابع: "في كلّ الأحوال، ومهما كانت النتيجة فهي أفضل من الوضع السابق الذي كنت أعيشه من بحث دائم عن عمل، وإمضاء معظم أوقاتي في البيت لا أفعل شيئاً حتى بدأت يومها في التفكير بدراسة مهنة أخرى علّني أجد عملاً. فكرت في تعلم التمريض كأخي الذي يصغرني سناً، فهو يعمل اليوم في أحد مستشفيات صيدا، ولو بأجر زهيد. كان وضعه دائماً أفضل مني، وحتى الآن أعتقد أنّ مستقبله سيكون أفضل من مستقبلي، فهو يعمل ويتابع دراسته. أقلعت الآن عن فكرة دراسة التمريض وأصبّ كامل اهتمامي في المحلّ".
لا ينسى محمد موسى أن يوجه كلمة أخيرة إلى المسؤولين اللبنانيين، يطلب فيها إعادة النظر في قضية عمل الفلسطينيين، ومنحهم الحقوق المدنية: "ولدت في لبنان ولا أعرف بلداً غيره، فأين سأذهب؟ في مخيم عين الحلوة وحده 12 ألف خريج جامعي ومهني فلسطيني عاطلون من العمل. كذلك، أطلب من المسؤولين الفلسطينيين الضغط على الدولة اللبنانية في هذا الأمر، لأنّ الفلسطيني يشعر بالتهميش فلا عمل ولا حقوق ولا إنسانية، ولا يعرف ماذا سيفعل بمستقبله".