السيطرة على عفرين تخفض أسعار المحروقات 50% شمال غربي سورية

19 مارس 2018
عائدون اليوم إلى عفرين حيث الأسعار إلى انخفاض (الأناضول)
+ الخط -


أكدت مصادر محلية في محافظة إدلب، هبوط أسعار مادتي المازوت والغاز المنزلي، اليوم الإثنين، بنحو 50% في شمال غربي سورية المحرر (إدلب وريف حلب) فور فتح الطريق الذي كانت تسيطر عليه المليشيات الكردية ودخول الجيش السوري الحُر منطقة عفرين، أمس الأحد، مدعوماً بالقوات التركية.

ويقول عامل الإغاثة محمود عبدالرحمن: "شهدت أسعار المحروقات ارتفاعاً كبيراً خلال معارك عفرين، حيث ارتفع سعر برميل المازوت من نحو 30 ألف ليرة سورية إلى أكثر من 120 ألف ليرة الأسبوع الفائت، قبل أن يتراجع السعر تدريجاً بالتوازي مع أخبار المعارك، ليبلغ 97 ألف ليرة، أمس الأحد، و50 ألف ليرة، اليوم الإثنين".

وحول أسعار مادة الغاز المنزلي، يضيف عبدالرحمن لـ"العربي الجديد": "تراجع سعر أسطوانة الغاز من 15 ألف ليرة، أول من أمس، إلى 9 آلاف ليرة، أمس الأحد، لتباع اليوم بنحو 7 آلاف ليرة"، ولفت إلى أن المجالس المحلية لم ترفع الأسعار خلال فترة المعارك، إذ أبقت على سعر الأسطوانة على 7 آلاف ليرة، لكن لم يعد يصلنا غاز بسبب قطع الطريق واحتكار التجار ورفع السعر في الأسواق".

وبدأت المحروقات تتوافر تدريجاً في شمال غرب سورية المحرر، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس الأحد، سيطرة القوات المشاركة في عملية "غصن الزيتون" بالكامل على مركز مدينة عفرين في ريف محافظة حلب، شمال سورية، مشددا على أن قوات بلاده لم تتجه إلى عفرين بهدف الاحتلال، وإنما للقضاء على المجموعات الإرهابية.

ومنذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيشان التركي و"السوري الحر"، ضمن عملية "غصن الزيتون"، المواقع العسكرية للمليشيات الكردية.





ويؤكد بائع المحروقات من مدينة سرمين بريف إدلب، عصام عبدو، أن سوق المحروقات تعيش تخبطاً وإضرابات عن البيع اليوم، نتيجة الخسائر الكبيرة التي أصابت التجار، بعد دخول قافلة سيارات تحمل المازوت، مساء أمس الأحد، وتوقعات بوصول شحنات جديدة اليوم.

وأشار عبدو خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إلى أن الأسعار في طريقها إلى مزيد من الانخفاض، نتيجة قلة الطلب بعد انقضاء فصل المطر وبدء توافر السلعة في الأسواق، لافتاً إلى أن للمازوت أسعارا مختلفة بحسب نوعه.

وقال: "كنا أمس نبيع مازوت رميلان الأصفر بنحو 97 ألف ليرة للبرميل، ومازوت رميلان القاتم بنحو 85 ألف ليرة، ومازوت زيت أصفر 91 ألف ليرة، والأوروبي 94 ألف ليرة، والنظامي 100 ألف ليرة"، مشيرا إلى أن "أسعار البنزين اقتربت من سعر المازوت خلال الفترة السابقة، إذ وصل سعر برميل البنزين النظامي الأوروبي إلى 103 آلاف ليرة والبنزين النظامي السوري إلى 105 آلاف ليرة للبرميل".

وحول إمدادات البائعين بالمحروقات، يضيف عبدو: "كانت سيارات التجار تزودنا بالمحروقات واصلة إلى محالنا، ويتركون لنا هامش ربح، وكانت الكميات تتناقص والأسعار ترتفع كلما تقدمت المعارك المندلعة في عفرين منذ نحو شهرين".

وعن كيفية تحديد الأسعار المتقلبة يوميا، أفاد بائع المحروقات بأن هناك نشرة يومية تصدر الساعة الحادية عشرة صباحاً عن مجموعة "أسعار المحروقات في الشمال السوري"، وإن حدث أي تعديل أو طارئ يتم التواصل في ما بيننا عبر"الموبايل" إذ توجد مجموعة "واتساب" لبائعي وتجار المحروقات في الشمال.

وتوقع بائع المحروقات هبوط الأسعار إلى نحو 30 ألف ليرة للبرميل، بعد سيطرة الجيش الحر على عفرين وفتح الطريق بين عفرين وأطمة، وبالتالي عودة صهاريج المازوت والبنزين إلى المناطق المحررة.

وتعاني سورية عموماً والمناطق المحررة على وجه التحديد، شحا وغلاء في المحروقات، بعد تهديم الآبار وتوزع سيطرة التنظيمات، وفي مقدّمهم "داعش" والتنظيمات الكردية، على مواقع وآبار النفط، شمال شرقي سورية، حيث تراجع إنتاج سورية من نحو 385 ألف برميل يومياً إلى نحو 10 آلاف برميل اليوم.

وبلغت خسائر قطاع النفط، بحسب مدير المؤسسة العامة للنفط علي عباس، خلال اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء في حكومة الأسد، الخميس الفائت، نحو 58.1 مليار دولار.

المساهمون