السيسي يكافئ ضياء رشوان بتعيينه رئيساً لهيئة الاستعلامات

06 يونيو 2017
غضّ رشوان الطرف عن انتهاكات بحق الصحافيين (تويتر)
+ الخط -
أصدر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قراراً جمهورياً، الثلاثاء، بتعيين نقيب الصحافيين الأسبق، وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، ضياء رشوان، رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة لمؤسسة الرئاسة. واعتبر مراقبون أن تعيينه يأتي مكافأة لتأييده نظامه الاستبدادي، وغضه الطرف عن الانتهاكات المستمرة بحق الصحافيين طيلة السنوات الأربع الأخيرة.

 

ويشغل رشوان منصب مدير مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية منذ سبتمبر/أيلول 2011، وفاز بمقعد نقيب الصحافيين لمدة عامين (2013 – 2015)، بعدما شارك في تجهيز الحركة الاستخباراتية المُسماة بـ"تمرد"، الداعية للتظاهر ضد الرئيس السابق، محمد مرسي، وما ترتب عليها من انقلاب الجيش على الأخير في 3 يوليو/ حزيران 2013.

 

وحظي رشوان بمنصب نقيب الصحافيين بعد فوزه على عبد المحسن سلامة، والذي يشغل المنصب حالياً، بعد دعم أجهزة السيسي له، لإطاحة النقيب السابق، يحيى قلاش، والذي حُكم عليه بالحبس لمدة عام مع إيقاف التنفيذ، عقاباً على فتح أبواب النقابة لمتظاهري "يوم الأرض"، الرافضين لتنازل النظام عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية.

 

مثّل رشوان وجهاً مناسباً لطبيعة مرحلة ما بعد الانقلاب، فقد كان أحد أبرز الإعلاميين الموالين للسلطة العسكرية الحاكمة، وأبرم مع معظم رؤساء تحرير الصحف ما يُعرف بـ"وثيقة رؤساء التحرير"، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، على خلفية تفجير وقع في سيناء، للتوقف عن نشر أي بيانات صادرة من جهات، خلاف الجيش، بدعوى مواجهة الإرهاب.

 

ودعت تلك الوثيقة إلى "التعامل دون مبالغة مع أخبار التظاهرات التخريبية لجماعة الإخوان داخل الجامعات، وخارجها، ووضع آلية للتنسيق المشترك بين الصحف كافة لمواجهة المخططات الإرهابية، والسعي إلى اتخاذ الإجراءات لمواجهة المخططات التي من شأنها منع تسلل العناصر الداعمة للإرهاب إلى الصحافة، ومواجهة الثقافة المعادية للثوابت الوطنية".

 

ووقّع نحو 487 صحافياً مصرياً آنذاك بياناً مضاداً لإعلان رؤساء تحرير تلك الصحف، لما اعتبروه "تأميماً للصحافة في مصر"، مؤكدين أن ما صدر عن اجتماع رؤساء التحرير "ردة عن حرية الصحافة، وقتل متعمد للمهنة، وإهدار لكرامة الصحافي، وانتصار للإرهاب، عبر إعلان التخلي الطوعي عن حرية الرأي والتعبير".

 

وشهدت فترة تولي رشوان نقابة الصحافيين سقوط قتلى ومصابين وعشرات الاعتقالات بين جموع الصحافيين، من دون موقف مدافع من النقابة، ما دفع أعضاء الجمعية العمومية لإسقاطه أمام قلاش، بفارق كبير من الأصوات، في تصويت عقابي لكم الانتهاكات التي وقعت بحق الصحافيين من قوات الجيش والشرطة بمباركة من رشوان.

 

وكافأ السيسي رشوان بتعيينه في عضوية الهيئة الوطنية للصحافة، المنوط بها الإشراف على الصحف القومية (الحكومية)، عقب تراجعه عن خوض انتخابات نقيب الصحافيين الأخيرة أمام سلامة، لعدم تفتيت الأصوات لصالح المرشح الخاسر، قلاش، إذ أصدر بياناً للانسحاب حمل عنوان "اعتذار وإبراء ذمة"، موجه للأصوات التي دعته للترشح.

 

وزعم رشوان أن ترشّحه جاء استجابة لدعوات واتصالات المئات من الصحافيين، بدعوى "إنقاذ المهنة والنقابة من المآزق الخطيرة التي أوصلت إليها، من جهة مواقف افتقدت لأي حكمة، وسياسات أخطأت في تقديرها للصحافيين ونقابتهم العريقة، من جهة أخرى"، في إشارة إلى أزمة اقتحام قوات الداخلية لمبنى النقابة لأول مرة في تاريخها مطلع مايو/ أيار 2016.

 

وأُنشئت الهيئة العامة للاستعلامات في عام 1954 بهدف تحسين صورة السلطة الحاكمة في الخارج، وشرح مواقفها إزاء مختلف القضايا، فضلاً عن إناطتها باستخراج تصاريح المراسلين الأجانب في مصر، وتوفير مصدر للمعلومات عن الأوضاع في الداخل، ونشر التثقيف السياسي، والتوعية المجتمعية بين المواطنين.

المساهمون