جاء قرار وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي، بتعيين اللواء أحمد وصفي رئيسًا لهيئة تدريب القوات المسلحة، بمنزلة الصدمة لكثير من العسكريين والمتابعين للمشهد في مصر، وخاصة أنه كان من بين المرشحين لتولي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة حال إعلان السيسي استقالته، وتولي اللواء صدقي صبحي، رئيس الأركان الحالي، منصب وزير الدفاع خلفا للمشير.
القرار صدر في صورة ترقية، إلا أنه يحمل بين طياته إبعادًا عن المواقع المهمة داخل القوات المسلحة، ومفاجأة غير سارة لـ"وصفي" نفسه، بحسب عسكريين تواصلوا معه عقب القرار.
وكان السيسي قد أصدر اليوم قرارًا بنشرة استثنائية محدودة لقادة القوات المسلحة، شملت اختيار وصفي رئيسًا لهيئة التدريب، بدلاً من اللواء أركان حرب إبراهيم نصوحي، وتعيين اللواء أركان حرب محمد الشحات قائدًا للجيش الثاني الميداني خلفًا له.
وبحسب مصدر عسكري، فإن الأسبوع المقبل سيشهد تغييرات جديدة أيضًا لعدد من قادة القوات المسلحة، موضحا في تصريحات صحفية أن الحركة الجديدة شملت تغيير ثلاثة من قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهم: اللواء أركان حرب أحمد وصفي الذي كان يشغل قيادة الجيش الثاني الميداني، واللواء أركان حرب محمد عرفات الذي كان يشغل قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية، واللواء أركان حرب محسن الشريف مدير إدارة شؤون ضباط القوات المسلحة، بعد استبدالهم بقادة جدد.
ولفت المصدر إلى أن التغييرات القادمة متوقعًا لها أن تطال مدير إدارة الشرطة العسكرية اللواء أركان حرب جمال شحاتة، وقائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب أسامة رشدي عسكر.
واعتبر مصدر عسكري آخر، رفض ذكر اسمه، ترقية وصفي بـ"الإبعاد"، قائلا لـ"العربي الجديد" أنه ليس لديه معلومة دقيقة حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، مضيفا "إنها خطوة تأتي في إطار محاولات السيسي إعادة ترتيب البيت من الداخل قبل إعلان استقالته، وترشحه للرئاسة".
وتابع المصدر: "شعبية وصفي داخل القوات المسلحة كانت كبيرة، وجائز أن خشى وزير الدفاع من هذه الشعبية، والتي قد تصل لحد الإزعاج"، بحد قوله. واستند المصدر إلى أنه ما يؤكد مفاجأة القرار سواء للعسكريين أو لقائد الجيش الميداني "المنقول"، هو أن الأخير كان في زيارة إلى محافظة شمال سيناء الجمعة الماضية، تفقد خلالها عددًا من المواقع العسكرية بمنطقة شرق العريش.