السيسي يروج في لندن لمشروعات قديمة ومتعثرة

04 نوفمبر 2015
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (Getty)
+ الخط -
قالت مصادر مصرية، أمس، إن معظم الاتفاقات الاقتصادية التي سيوقعها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته العاصمة البريطانية لندن، سبق وأن وقعت مرات عدة في سنوات سابقة، ولم تر النور بعد، بسبب مشاكل تتعلق بالبنية التحتية الاستثمارية والمناخ السائد في البلاد.
وأضافت "السيسي سيوقع خلال الزيارة، أيضاً، مذكرات تفاهم مبدئية مع شركات بريطانية على غرار الاتفاقات التي تم إبرامها على هامش مؤتمر شرم الشيخ المنعقد، في مارس الماضي، ولم يتم تنفيذها بسبب مشكلات الطاقة وتذبذب سوق الصرف وعدم الاستقرار السياسي والأمني، إضافة إلى ترويج السيسي، خلال زيارته، مشروعات عدة ضخمة متعثرة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمليون وحدة سكنية.
وحسب المصادر "يبحث السيسي في لندن، كيفية زيادة التبادل التجاري بين البلدين، البالغ حالياً نحو 2.7 مليار دولار بما يساهم في زيادة الصادرات المصرية وتقليص عجز الميزان التجاري".
وعلى الرغم من تصدر ملف العلاقات الاقتصادية والمالية، جدول أعمال السيسي في زيارته إلى بريطانيا، التي بدأت أمس، وتستمر إلى غد الجمعة، إلا أن المصادر أكدت لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة ستشهد إعادة تدوير اتفاقات قديمة في مجال الطاقة، سبق وأن تم توقيعها في وقت سابق، وضرب مثالاً باتفاق مزمع توقيعه مع شركة "برتش بتروليم" (بي بي) سبق وأن تم الإعلان عنه منذ أكثر من 5 سنوات.
وسبق أن وقعت حكومات مصر المتعاقبة في عهد حسني مبارك والمجلس العسكري ومحمد مرسي اتفاقية مع شركة "بريتش بتروليم" (بي بي)، بضخ استثمارات في مصر بقيمة 12 مليار دولار، لتطوير خمسة تريليونات قدم مكعب من موارد الغاز، و55 مليون برميل من المكثفات، في منطقة "غرب دلتا النيل"، كما أعيد التوقيع على الاتفاق مرة أخرى في عهد السيسي على هامش مؤتمر شرم الشيخ، في مارس الماضي، وعلى الرغم من مرور هذه السنوات إلا أن الاستثمارات لم يتم ضخها.

وتعد بريطانيا أكبر مستثمر أجنبي في مصر، حيث تزيد استثماراتها حالياً عن 20 مليار دولار، وفقاً لبيان الرئاسة المصرية صدر أول من أمس.
وقال مسؤول بارز في وزارة التخطيط المصرية، لـ"العربي الجديد"، إن الاستثمارات البريطانية في قطاع النفط مهمة جداً، ولا سيما فيما يتعلق بالتعاون مع شركة "برتش بترليوم"، هناك فرص قوية أمام الشركات البريطانية لضخ استثمارات ضخمة في مجال الاستكشافات النفطية.
وأضاف المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن الاتفاقات المتوقع إبرامها، خلال زيارة السيسي للندن، ستمتد إلى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية. مشيراً إلى وجود رغبة قوية من الطرف البريطاني في المشاركة بالاستكشافات الخاصة بالغاز، في ظل كشف شركة "إينى" الإيطالية لحقل ضخم على ساحل البحر المتوسط.
ومن جانبه قال مسؤول في السفارة البريطانية في القاهرة لـ"العربي الجديد"، إنه سيتم خلال زيارة السيسي البحث بجدية مع الحكومة البريطانية في إمكانية مساعدة مصر في ترويج المشروعات القومية المتعثرة التي تم إطلاقها في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي منتصف مارس/آذار الماضي.
وذكر المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن بريطانيا لديها بيوت خبرة خاصة بعمليات الترويج للمشروعات العملاقة، وهو ما ناقشته السفارة البريطانية في القاهرة مع الحكومة المصرية على مدار الشهرين الماضيين.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت عن أكثر من 25 مشروعاً في مؤتمر شرم الشيخ، وفشلت مصارف الاستثمار في ترويجها في الخارج.
وقال المسؤول "لا تزال أمام الحكومة المصرية الكثير من الإصلاحات القانونية الخاصة بالاقتصاد لإصلاح المناخ الاستثماري لجذب رؤوس الأموال الأجنبية".
وبحسب المسؤول "تلقينا تقارير تفيد رغبة بعض العلامات التجارية البريطانية، في مجال التجزئة، التواجد في مصر خلال الفترة المقبلة، ونحن نناقش ذلك".
وأضاف أن الاستثمارات البريطانية في مصر لا تقتصر على الطاقة والأنشطة الاستخراجية، لكن تمتد إلى قطاع الاتصالات.

اقرأ أيضا: احتياطي مصر الأجنبي بالسالب لأول مرة منذ 23 عاماً
المساهمون