السيسي للإسرائيليين: نحن معكم جميعاً خلف قيادتكم السياسية

20 سبتمبر 2017
السيسي وصف سلام بلاده مع إسرائيل بـ"التجربة الرائعة"(درو أنغيرر/Getty)
+ الخط -

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72، في نيويورك، أمس الثلاثاء، إلى معالجة نهائية للقضية الفلسطينية، واصفاً سلام بلاده مع إسرائيل بـ"التجربة الرائعة"، متوجهاً إلى الفلسطينيين بدعوتهم إلى التعايش "جنباً إلى جنب" مع الإسرائيليين.


واعتبر الرئيس المصري، أنّه آن الأوان لـ"كسر جدار الكراهية، والعمل على معالجة شاملة ونهائية للقضية الفلسطينية، وإغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة، كونها المحك الأساسي لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة في تحقيق السلام، والتي تنزع عن الإرهاب إحدى وسائله، حتى تنعم المنطقة العربية بالسلام والأمان".

ودعا السيسي، إلى التمسك بحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، قائلاً إن "يد العرب ما زالت ممدودة للسلام، وهو هدف واقعي يجب السعي بقوة نحو تحقيقه".


وارتجل السيسي بعيداً عن النص المكتوب، قائلاً: "اسمحوا لي أن أوجه كلمة ونداءً إلى الشعب الفلسطيني بضرورة الاتحاد خلف الهدف من أجل تحقيق السلم، وعدم الاختلاف، أو إضاعة الفرصة، والقبول بالتعايش مع الآخر من الإسرائيليين في أمان وسلام، حتى يعيش المواطن الفلسطيني جنباً إلى جنب مع المواطن الإسرائيلي".

وخاطب الإسرائيليين بقوله: "لدينا في مصر تجربة رائعة للسلام معكم على مدار 40 عاماً، وأكرر.. إنها رائعة.. وندائي للرأي العام في إسرائيل بأن تقفوا خلف قيادتكم السياسية، فنحن معكم جميعاً لإنجاح هذه الخطوة، التي قد لا تتكرر مرة أخرى"، وسط تصفيق على استحياء من الوفد المصري المصاحب له.

كما خاطب الدول العربية مطالباً إياها بدعم هذه الخطوة، التي وصفها بـ"الرائعة" مجدداً، كونها ستغير وجه التاريخ، موجهاً حديثه إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قائلاً: إنها "فرصة جديدة من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط كمثال نقدمه للتاريخ والإنسانية".

وأضاف السيسي أن بلاده لديها ثقة كبيرة في جهود منظمة الأمم المتحدة لإحلال السلام، وإنهاء الصراعات في العالم، مشيراً إلى أن مصر تحتل المركز السابع في الدول المشاركة بعمليات حفظ السلام، وتعمل على استراتيجية واضحة للتنمية، بهدف تمكين جيل الشباب، الذين يمثلون غالبية السكان في أغلب الدول العربية، والعالم النامي.

كما رأى أن "طريق الإصلاح هو جوهر سياسة مصر الخارجية، التي تستلهم المبادئ القانونية للنظام العالمي، بعد أن شاركت في تأسيسه"، معتبراً أن المخرج الوحيد لأزمات المنطقة العربية هو "التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التي تُبنى على سيادة القانون، من دون الارتداد إلى النزاعات المذهبية أو العرقية".

وقال "لا خلاص لسورية إلا من خلال الحل السياسي، الذي تتوافق عليه قواعدها الاجتماعية والسياسية، مع مواجهة الإرهاب بحزم لحين القضاء عليه، تحت إطار الأمم المتحدة، وعدم استغلال المحنة لبناء مناطق نفوذ إقليمية"، مؤكداً أنه آن الأوان لمواجهة حاسمة ونهائية لتلك الأزمة.

وتابع "وبالمثل يجب مواجهة محاولات تفتيت ليبيا، وإنقاذها من تجار السلاح والبشر، من خلال العمل المكثف مع الأمم المتحدة، في إطار اتفاق الصخيرات، الذي توافق عليه الليبيون في اجتماعاتهم المتتالية، إحياءً لمسار التسوية.. وعلى الدرب ذاته تسير مصر في سياستها الخارجية تجاه أزمتي العراق واليمن".



وعن مواجهة الإرهاب، أشار السيسي إلى أنه يجب مواجهة كل من يدعمه ويموله سياسياً، واجتماعياً، وإعلامياً، لأنه لا يمكن تصور نظام عالمي من دون معالجة للقضاء على الإرهاب، أو الكيل بمكيالين، والتسامح مع داعميه، الذين هم صناعه في الأساس، داعياً إلى ضرورة "تصويب المفاهيم الخاطئة عن الإرهاب والإرهابيين".

كما لفت إلى أن "مصر لديها مبادرة لتصويب الخطاب الديني، في ظل ما تخوضه من حرب ضروس لطرد الإرهاب من أرضها"، مشيراً إلى أن "مواجهة الإرهاب على رأس أولويات بلاده خلال فترة عضويتها بمجلس الأمن على مدار عامي 2016 و2017"، داعياً إلى احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، ورفض "المعادلات الصفرية" كوسيلة لتحقيق المصالح الخاصة.

واعتبر السيسي أن "مصر كانت وراء إطلاق مبادرة حوض النيل في العام 1999، ثم التوصل لاتفاق ثلاثي مع الدولتين الشقيقتين السودان وإثيوبيا، لمعالجة ملف سد النهضة، وفقاً للقواعد الدولية، والاتفاقيات النهرية العابرة للحدود"، مشدداً على أن الالتزام بتطبيق تلك الاتفاقيات بات أمراً شديد الإلحاح.

واختتم قائلاً "لا بد من وقفة صادقة مع النفس، والاعتراف بقصور النظام الدولي في تحقيق العدالة بأوسع معانيها"، مديناً المأساة الإنسانية لأقلية الروهينغا في ميانمار، وضرورة التوصل إلى حل دائم ينهي معاناة المدنيين، والتحرك معاً لتمكين الشعوب من استعادة مقدراتها، وعدم تغليب منطق القوة، والتخلص من الاستقطاب من دون استعداء لأحد الأطراف".