السيسي لـ"كومبارس الرئاسيات": تشرفت بوجودك ومصر بتشكرك

16 مايو 2018
أطاح السيسي بجميع منافسيه المحتملين في الانتخابات الرئاسية (Getty)
+ الخط -

وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الشكر إلى منافسه في "مسرحية الرئاسيات" المنقضية، موسى مصطفى موسى، الملقب إعلامياً بـ"الكومبارس"، قائلاً: "بشكر الأستاذ موسى مصطفى، لقد تشرفت بوجودك في الانتخابات، وهذا الكلام ليس على سبيل المجاملة.. مصر كلها بتشكرك، وأقسم بالله كنت أتمنى أن يكون معي في الانتخابات منافسين آخرين".

وأطاح السيسي بجميع منافسيه المحتملين في الانتخابات التي أجريت نهاية مارس/ آذار الماضي، وعلى رأسهم رئيس أركان الجيش السابق، الفريق سامي عنان، المعتقل حالياً في السجن الحربي، والعقيد أحمد قنصوة، الذي حكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات عقب إعلان ترشحه، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد شفيق، وهو قيد الإقامة الجبرية في منزله منذ عودته مرحلاً من الإمارات، والحقوقي البارز، خالد علي، الذي دفعته الضغوط الأمنية للتراجع عن الترشح الرسمي.

وأضاف السيسي، في كلمة له بمؤتمر الشباب المنعقد في منطقة التجمع الخامس، شرقي القاهرة، اليوم الأربعاء، أن التنافس في العملية السياسية داخل بلاده خلال السنوات العشر الأخيرة "يؤكد أن الحياة السياسية في مصر شديدة التسارع"، مستطرداً "الانتخابات الرئاسية كانت مجرد استفتاء في البرلمان، وبعد كده بقى في انتخابات بشكل أو بآخر منذ العام 2005، إلى أن أصبح الشعب يشارك ويختار في انتخابات 2012"، في إشارة إلى أول انتخابات تعددية شهدتها مصر.

وتابع قائلاً: "اللي بينجح في الانتخابات هو اللي بيحكم، وهذه الكلمة قيلت من حزب في دولة أخرى، وذلك بغض النظر عن رضا الناس من عدمه.. اللي تخلف عن النزول، وترتب على هذا التخلف، تقدم وبروز حزب قد لا يرضي الناس عنه، لا يلوم الحزب، أو الرئيس اللي كسب.. ولكن يلوم الناس التي بخلت على نفسها وبلدها بيوم أو ساعتين، من أجل أن تدلي بصوتها عشان ضميرها يبقى مرتاح"، حسب تعبيره.

وأعلن السيسي دعمه لإنجاز الانتخابات المحلية في أسرع وقت (آخر انتخابات أجريت في العام 2008)، بالقول: "أضم صوتي إلى صوتكم، وكان من المفترض أن تجرى هذه الانتخابات العام الماضي"، مشيراً إلى أن دستور 2014 يتطلب تشريعات جديدة، وهو ما ضغط على البرلمان خلال الفترة السابقة كأولوية، لإصدار كم "ضخم جداً" من القوانين خلال الفترة الماضية، من أجل تعديل التشريعات لتتناسب مع الدستور الجديد.

وزاد بقوله: "إذا أردنا أن نحارب الفساد بشكل حقيقي، ونمكن الشباب، فلا بد من إنجاز انتخابات المحليات بشكل سريع.. ويجب على الشباب ألا يختاروا غير الأفضل لهم ولبلدهم"، موجهاً حديثه لما سماها "المعارضة في مصر": "أهلاً وسهلاً بكم، أنتم جزء منا، ونحن نحتاجكم معنا.. وهذا المؤتمر منصة لنا جميعاً، حتى نتكلم سوياً، ونسمع بعضنا البعض".

وعن وضع الأحزاب السياسية في بلاده، قال السيسي: "اختلف مع الناس التي تقول إن الحياة السياسية الراهنة في مصر متردية.. هناك 8 أو 9 أحزاب ممثلة في مجلس النواب، وهذا أمر إيجابي، حتى وإن كان أداؤهم لا يحظى بإعجاب البعض.. بلاش الطموح الجامح، إحنا عايزين نمشي بتؤدة وتأني، بس ننجح.. ولا بد من تجهيز كوادر قادرة على قيادة الدولة، وأنا سعيد بالتواصل من خلال تشكيل لجنة أو أي شكل من أشكال التواصل مع السلطة التنفيذية".

وأضاف السيسي مخاطباً مواليه الحاضرين: "أنا معاكم، لكن في النهاية لا يوجد أحد سيخلد في هذه الدنيا.. فلو بنحب بلدنا؟ وخايفين عليها، لازم إعداد كوادر قادرة على قيادة البلاد في ظل التحديات المحلية والإقليمية والدولية.. أنا موافق على تأسيس لجنة للتواصل، ونقعد ونتكلم، لأننا في النهاية محتاجين ده".

وختم السيسي، بالقول: "لقد شكلت لجنة لمراجعة موضوع الشباب المحبوسين، ولم تتدخل الرئاسة فيها.. ونصدق على توصيات اللجنة بشأن الأسماء الصادر في حقها أحكام نهائية.. ووقعت على المجموعة الأخيرة التي قدمتها عن أكتر من 330 شخصاً.. وأرجو من وزير الداخلية أن يسمح لهؤلاء الشباب بالتسحر اليوم مع أسرهم".



ووقع السيسي قراراً بالعفو عن 332 من المحبوسين في قضايا مختلفة ذات طابع سياسي، مثل التظاهر، والتجمهر، والانتماء لجماعة محظورة، بمناسبة حلول شهر رمضان، وفي يوم انعقاد مؤتمر الشباب، إلا أن مصدراً حكومياً قال لـ"العربي الجديد"، إن معظم المشمولين بالعفو اقتربوا من نهاية فترات حبسهم، التي كانت تتراوح بين 3 و5 سنوات.

وأضاف المصدر أن المشمولين بالعفو إما من المنتمين لأحزاب سياسية غير دينية، أو من الذين تم تصنيفهم على أنهم من تيارات دينية، ووقّعوا جميعاً على وثائق وزّعها جهاز الأمن الوطني على السجون، تعترف بالسيسي رئيساً للبلاد، وتنبذ العنف، والعمل السياسي المعارض، فيما تم حرمان من رفضوا التوقيع من العفو، حتى المتماثلين في القضية والعقوبة مع من قبلوا التوقيع.

وفور إقرار الزيادة الأخيرة على تذاكر مترو الأنفاق بنسبة تصل إلى 350%، أعلنت الرئاسة المصرية عما سمته "مبادرة اسأل الرئيس"، لفتح الباب لتلقي أسئلة المواطنين، والشباب، لمدة ثلاثة أيام، انتهت أمس الأول (الثلاثاء)، وذلك بدعوى التواصل المباشر بين المواطنين والسيسي في المؤتمر الخامس للشباب الذي انعقد قبيل ساعات من حلول شهر رمضان.