يسعى القائمون على قطاع السياحة المصري للبحث عن حلول للخروج من مأزقه الحالي الذي يواجهه منذ عدة سنوات والذي وصفته صحيفة الغارديان البريطانية بـ"الترنح".
الوزارة استغلت مناسبة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل، جنوب مصر، لإقامة احتفالية كبرى بعنوان: "مصر بلد الأمن والأمان"، وهو شعار مختلف تماما عن الشعار الذي رفعه نظام يوليو/ تموز لفترة طويلة منذ عام 2013: "مصر تواجه الإرهاب"، والذي أعطى انطباعا بأن مصر ليست آمنة لأي عطلة سياحية.
أضف إلى ذلك بعض الحوادث التي تعرض لها السياح في مصر، مثل حادث السياح المكسيكيين وسقوط الطائرة الروسية في سيناء وغيرها، وهو ما انعكس بالتراجع الشديد الذي واجهه قطاع السياحة منذ يوليو 2013.
ورغم إعلان وزير السياحة المصري، يحيى راشد، اليوم، أن شركة توماس كوك البريطانية ستستأنف رحلاتها للمدن السياحية المصرية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إلا أن واقع السياحة ما زال سيئا حتى الآن.
ووفقا لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن السياحة المصرية ما زالت تترنح بسبب الاضطرابات السياسية وتحطم الطائرتين الروسية والفرنسية والمخاوف من حدوث هجمات في المناطق الأثرية، مشيرة إلى أن عودة الرحلات الجوية المباشرة بين لندن والأقصر قد تكون خطوة على مسار تعافي السياحة المصرية.
وأضافت الصحيفة، في تقرير اليوم الجمعة، أنه على الرغم من أن هذه الفترة يجب أن تكون وقت الذروة للسياح في منطقة وادي الملوك الأثرية بمدينة الأقصر في صعيد مصر، إلا أنه لا توجد سوى آثار معدودة للأقدام على الطرق المؤدية لكل مقبرة.
وقالت إن نحو 50 سائحا يتنزهون داخل وخارج مقابر ملوك الفراعنة أو يروحون عن أنفسهم في الظل.
ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين بمجال السياحة في المدينة قوله "هذا هو أقصى وضع في حالة الذروة.. الناس كانوا يتراصون في طوابير طويلة (لدخول مقبرة رمسيس الثاني)".
وقالت الصحيفة إن السياحة المصرية معتمدة بشكل كبير على الحالة السياسية في البلاد، مضيفة أن الوضع الحالي يعد "كارثة" بالنسبة للسياحة.
ووفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد السائحين الوافدين إلى مصر تراجع بنسبة 45% في شهر أغسطس/ آب من العام الجاري، مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.
وبلغ عدد السياح الوافدين من كل دول العالم إلى مصر نحو 503 آلاف سائح في أغسطس/آب، مقابل 915.2 ألف سائح في الشهر ذاته من العام الماضي.