السوريون ينهون 2016...بين التهجير والموت

01 يناير 2017
لم يحمل 2016 للسوريين سوى المزيد من الآلام(فرانس برس)
+ الخط -

أنهى السوريون عامهم السادس، في ظل قتل دموي على يد النظام السوري ومليشياته، يعتبر الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي، حيث رافقهم الموت بشكل شبه يومي، في ظل القصف والعمليات العسكرية.

ولم يحمل العام المنصرم شيئاً جديداً للسوريين، سوى المزيد من فشل المجتمع الدولي ومؤسساته في وضع حد لمأساتهم، في ظل هدن فاشلة ومجازر واستمرار حصار مئات آلاف المدنيين، إضافة إلى تهجير عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من المناطق المعارضة للنظام.

 

ومع بداية عام 2016 قام الطيران الروسي بارتكاب مجزرة في يوم السبت 09-01-2016 سقط جراء القصف نحو 70 قتيلاً، وأصيب أكثر من مائة آخرين، في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبيّ.

 

بعد ثلاثة أيام من مجزرة معرة النعمان تمكنت قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات طائفية وطائرات حربيّة روسية، من السيطرة على بلدة سلمى الاستراتيجية في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشماليّ.

 

وفي السابع عشر من الشهر ذاته، اتهمت مصادر تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش" بخطف نحو 400 مدني إثر هجومه على مدينة الزور الواقعة شرق سورية، بينهم نساء وأطفال، من سكان ضاحية البغيلية التي سيطر عليها ومناطق أخرى محاذية لها في شمال غرب المدينة.

 

وفي السادس والعشرين من الشهر ذاته، قتل 22 شخصاً على الأقل في مدينة حمص وسط سورية، جراء تفجير مزدوج استهدف حاجز تفتيش لقوات النظام السوري، في شارع الستين بمنطقة الزهراء، وتزامن ذلك مع سيطرة قوات النظام على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا، بدعم من الطيران الروسي.

 

وفي نهاية شهر كانون الثاني، وقع تفجيران تبنّاهما تنظيم "الدولة " في منطقة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي، حيث بلغ عدد القتلى ستين قتيلاً، بينهم 25 مقاتلاً موالياً للنظام، وفق مصادر محلية.

 

في بداية شهر فبراير/شباط، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 1382 مدنياً سورياً، في يناير/كانون الثاني 2016، على يد جهات مختلفة في سورية، كان للنظام وروسيا النصيب الأكبر منها، كما وثقت وقوع 58 مجزرة، منها 22 مجزرة على يد النظام السوري، و33 مجزرة على يد القوات الروسية، واثنتين على يد تنظيم "الدولة".

 

وفجر السادس عشر من الشهر ذاته، ارتكب الطيران الروسي مجزرة، حيث استهدف مخبزاً في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، أسفرت عن ثمانية وعشرين قتيلاً وعدد كبير من الجرحى.

 

ومجدداً، عادت التفجيرات إلى مدينة حمص في 21 من الشهر ذاته، حيث قتل 40 شخصاً وجرح نحو 100، بانفجارٍ مزدوج، وسط حي الزهراء الموالي للنظام في مدينة حمص.

 

وفي 26 من فبراير أيضاً، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2268 حول وقف إطلاق النار في سورية، والذي تقدمت به كل من روسيا وأميركا، وقضى القرار بوقف إطلاق النار، اعتباراً من منتصف ليل الجمعة/ السبت 27 فبراير/شباط بتوقيت دمشق.

 

وتزامناً مع صدور القرار، أعلنت "الهيئة العليا للمفاوضات السورية "موافقة فصائل "الجيش الحر" والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة تبدأ في تمام الساعة (00:00) من صباح يوم السبت 27 شباط 2016، وتستمر مدة أسبوعين" لكن الهدنة لم تحصل بسبب خرق النظام لها مباشرة.

في منتصف شهر مارس/آذار، أعلنت روسيا أنها بدأت بسحب قواتها من سورية بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنها نفذت مهامها بشكل عام، وبعدها بيومين أعلنت أحزاب كردية في سورية، عن النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد.

 

مع نهاية الشهر، تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على مدينة تدمر بدعم جوي روسي، عقب حملة عسكرية عنيفة استمرت 20 يوماً، انسحب على إثرها تنظيم "داعش" من المدينة.

 

وفي الرابع من شهر أبريل/نيسان، قُتل بغارة جويّة أبو فراس السوري، المتحدث باسم جماعة "جبهة النصرة" سابقاً، "جبهة فتح الشام" حالياً، وفي الثاني عشر من الشهر ذاته تحطمت مروحية قتالية روسية في محافظة حلب السورية وقتل قائداها.

 

وفي 23 مايو/أيار، قتل وجرح العشرات في مدينة طرطوس وجبلة، جراء تفجيرات انتحارية، تبناها تنظيم "الدولة ".

 

وفي 8 يوليو/تموز، قتل طيّاران روسيان جراء تحطم مروحية سورية، شرق مدينة تدمر الصحراوية على أيدي مسلحي تنظيم "داعش"، كما قتل خمسة عسكريين روس في بداية شهر آب أغسطس/ آب، جراء إسقاط مروحية نقل عسكرية روسية من طراز "مي -8"، في ريف إدلب.

 

في الثاني عشر من الشهر ذاته، سيطرت ميليشا "قوات سورية الديمقراطية" على مدينة منبج في ريف حلب، بعد معارك مع تنظيم "داعش"، وذلك بعد أيام من إعلان التنظيم عن مقتل المتحدث باسمه أبو محمد العدناني، في حلب.

 

وفي الرابع والعشرين من شهر أغسطس/آب، أعلنت تركيا عن بدء "الجيش السوري الحر" بدعم تركي عملية عسكرية للسيطرة على مدينة جرابلس في ريف حلب، ومع نهاية اليوم الأول من العملية، انسحب تنظيم "داعش" من المدينة.

 

في الثامن والعشرين من الشهر ذاته، هجّر النظام السوري أهالي مدينة داريا إلى ريف إدلب شمال سورية، بينما قامت قوات النظام السوري بإحكام الحصار على مدينة حلب.

 

 

في التاسع عشر من شهر سبتمبر/ أيلول، قصف طيران مجهول قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، كانت متجهة إلى أورم الكبرى في حلب تسبب في سقوط قتلى وجرحى.

 

وبعد يومين من قصف القافلة، أعلن النظام السوري عن بدء عملية عسكرية للسيطرة على أحياء حلب الشرقية المحاصرة للمرة الثانية على التوالي منذ نحو 18 يوماً، بعد تمكن قوات النظام من السيطرة على طريق الراموسة، آخر طرق إمداد المعارضة باتجاه الأحياء الخاضعة لسيطرتها في المدينة.


في الثالث عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول، هجر النظام أهالي بلدتي قدسيا والهامة من ريف دمشق إلى إدلب، وبعدها بثلاثة أيام سيطر الجيش السوري الحر على بلدة دابق في ريف حلب بعد طرد تنظيم "داعش" منها.

 

في التاسع عشر من الشهر ذاته، بدأ تهجير أهالي معضمية الشام من ريف دمشق إلى إدلب، وفي الثالث عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني أقام حزب الله اللبناني عرضاً عسكرياً في منطقة القصير القريبة من لبنان والواقعة إلى الجنوب الغربي من حمص.

 

في الثامن والعشرين من الشهر ذاته هجر النظام السوري أهالي مخيم خان الشيح من ريف دمشق إلى إدلب، وبعدها بخمسة أيام قام بتهجير المعارضين له من أهالي مدينة التل من ريف دمشق إلى إدلب.

 

في الحادي عشر من شهر ديسمبر الجاري تمكنت قوات الجيش السوري الحر من الوصول إلى أطراف مدينة الباب بدعم من الجيش التركي، وفي اليوم ذاته أعاد تنظيم "داعش" سيطرته  على مدينة تدمر وسط سورية، إضافة إلى عدد من حقول الغاز والنفط.

 

 

وفي منتصف الشهر بدأ النظام السوري بتهجيير آلاف المدنيين ومقاتلي المعارضة من أهالي مدينة حلب إلى الريف الغربي للمدينة، عقب أشهر من الحصار والعمليات العسكرية، الذي اكتمل في 23-12-2016.