لم يشهد السوريون، على الأغلب، عيداً مثل عيد الفطر هذا العام، إذ إن لديهم موعدين لأول أيام العيد لهما علاقة مباشرة بالانتماء السياسي، ومنطقة تواجده، خصوصا مئات آلاف النازحين والمهجرين.
وأعلن القاضي الشرعي الأول في دمشق التابع للنظام، محمود المعراوي، مساء أمس الاثنين، أن اليوم الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، ليكون يوم غد الأربعاء أول أيام عيد الفطر؛ في حين أعلن "المجلس الإسلامي السوري" المحسوب على المعارضة، أن اليوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر.
وجسد الخلاف حول تحديد موعد عيد الفطر انقسام السوريين حول كل شيء، فكل موال للنظام صام اليوم الثلاثاء، على أن يحتفل بالعيد غداً الأربعاء، ومن كان يوالي المعارضة احتفل اليوم بالعيد.
وقال محمد الإدلبي الذي يقيم في دمشق، لـ"العربي الجديد": "أرسل لي أخي المقيم في إدلب صباح اليوم، معايدة بمناسبة عيد الفطر، فأجبته أن العيد لم يصل إلى دمشق بعد. ابن عمي وجاري قررا أن يحتفلا بالعيد اليوم الثلاثاء، مثل الأهل في إدلب، لكنهما تكتما على الأمر كي لا يتهما من الموالين من الجيران بأنهما من المعارضة".
وقال شاكر حسين، من ريف الرقة: "هذا العيد يثير الأسف، فقريتنا احتفلت بالعيد اليوم، أما أبناء عمومتي في القرية المجاورة فسيحتفلون غدا، رغم أنه لا يفصل بيننا سوى بضعة كيلومترات".
وأضاف "حتى في القرية الواحدة، هناك من اختار أن يحتفل بحسب انتمائه السياسي، وهناك أشخاص وقعوا بين نارين، فإن احتفلوا بالعيد يوم الثلاثاء يحسبون على المعارضة، وإذا احتفلوا الأربعاء يحسبون على النظام، بينما هم لا يرغبون أن تتم نسبتهم إلى أي طرف".
وأدى سكان مناطق المعارضة في الشمال السوري صلاة العيد صباح اليوم، في حين غاب كثير من مظاهر الاحتفال في غالبية المناطق بسبب القصف الواسع على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، وبعض مناطق ريف حلب، مما تسبب بنزوح مئات آلاف المدنيين وسقوط مئات القتلى والجرحى.
وفي مناطق سيطرة النظام، يحل العيد في ظل معاناة الناس من الفقر وغلاء الأسعار، إضافة إلى مشكلات كثير منهم بسبب النزوح، أو فقدان أفراد من ذويهم بين معتقل ولاجئ.