رغم الحضور السوداني الخافت في المشهد السينمائي العربي، لا يغيب عنه مبادرات تسعى إلى إبرازه، تدريجياً، في هذا المشهد؛ ولا سيما أن جارته الشقيقة مصر، تعرف إنتاجاً سينمائياً غزيراً، تجارياً كان أم مستقلّاً.
في آب/ أغسطس من العام الماضي، انطلقت الدورة الأولى من "مهرجان الخرطوم للفيلم العربي"، ليكون ثالث المهرجانات السينمائية التي تُقام في السودان؛ وإلى جانبه، هناك كل من "تهارقا للسينما والفنون"، و"السودان للسينما المستقلة" الذي تنطلق فعاليات دورته الثالثة في 21 كانون الثاني/ يناير الجاري، في الخرطوم.
يشارك في التظاهرة، التي تستمر حتى 27 من هذا الشهر، 91 فيلماً من 35 بلداً عربياً وأجنبياً، 12 عملاً منها مصرياً. وتتوزّع الأعمال المشاركة على عدة فئات؛ تتضمن الأفلام الأجنبية، والأفريقية، والعربية، وأفلام التحريك، التي تندرج تحت تصنيفات النوع؛ الروائية القصيرة، والطويلة، والوثائقية.
إلى جانب ذلك، ثمة فئة تحت اسم "أفلام المقاومة"، تحضر فلسطين فيها من خلال أربعة أفلام، ضمن هذه الفئة التي يشارك فيها سبعة أعمال تتوزّع على حقلي الوثائقي والروائي.
عند النظر إلى برنامج المهرجان، يُمكن الالتفات إلى مجموعة أعمال باتت مألوفةً لدى المتابعين في المهرجانات؛ مثل الوثائقييْن الفلسطينيين "روشميا" لـ سليم أبو جبل، و"المطلوبات الـ 18" لـ عامر الشوملي وبول كوان (كندا)، وكذلك الروائي "ذيب" للمخرج الأردني ناجي أبو نوّار، الذي ترشّح مؤخّراً لـ أوسكار أفضل فيلم أجنبي، و"موج 98" (تحريك) لـ إيلي داغر من لبنان.
إضافة إلى عروض الأفلام، تُقام أيضاً ورشة في 22 من الشهر الجاري، تستمر لمدة ثلاثة أيام، بعنوان "تقديم الأفكار وكتابة العروض لتمويل الأفلام"، يقدِّمها المخرج البنغالي الألماني شاهين ديل-رياز.
كما استحدث المهرجان هذا العام جائزة تحمل اسم المخرج السوداني حسين شريف (1934 – 2005)، "الفيل الأسود" لأفضل فيلم سوداني، تتنافس عليها ستة أعمال لمخرجين سودانيين؛ أربعة منها روائية، واثنان وثائقيان.
اقرأ أيضاً: سامي الجلّابي: جيل يحلم بسينما سودانية