السودان بعد فوز ترامب: ردود فعل متباينة

09 نوفمبر 2016
مخاوف من إطلاق يد الحكومة السودانية (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

صورة قاتمة رسمها سياسون سودانيون، اليوم الأربعاء، لانعكاسات انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، على المشهد السياسي السوداني الداخلي بينها التسوية السياسية السودانية، بالنظر إلى عدم اهتمام الجمهوريين عموماً بقضايا حقوق الإنسان وتذيل الملف السوداني قائمة اهتمامات الحكومة الجديدة، ورأوا أن فوز ترامب من شأنه إطلاق يد الحكومة وزيادة قوة بطشها.


وشكل فوز ترامب بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة صدمة لشريحة كبيرة للسودانيين والحالمين بالهجرة إلى أميركا بالنظر إلى ما أظهره الرجل من عداء وعنصرية لا سيما للمهاجرين والمسلمين والعرب والأفارقة عموماً.

وتباينت ردود الأفعال السودانية بشأن الرئيس الأميركي الجديد بين من يرى أنه سيعمد إلى تغيير السياسة الخارجية لبلاده، ما قد يكون وبالاً على البلاد، وآخرين يرون بثباتها وصعوبة تغييرها من قبل أي رئيس سواء من المعسكر الديمقراطي أو الجمهوري.

في المقابل، يرى محللون أن فوز ترامب من شأنه أن يشكل ارتياحاً للحكومة في الخرطوم، بالنظر إلى المواقف المرنة التي واجه بها الجمهوريون النظام في عهد الرئيس الأميركي جورج بوش. ففي تلك الفترة بدأت فعلياً عمليات التطبيع بين الطرفين وشهدت تعاوناً أمنياً واستخباراتياً كبيراً بشهادة البلدين في ما يتعلق بقضايا الإرهاب، والحرب على "تنظيم القاعدة".

وبعكس الجمهوريين، اعتبرت فترة الرئيس الديمقراطي، بيل كلنتون، الأسوأ في العلاقات مع النظام الحالي في الخرطوم. وشهدت فترة رئاسته فرض عقوبات وحصار اقتصادي على السودان، فضلاً عن وضع اسم السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب.

من ناحية ثانية، يرى مراقبون أن الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور تراهن على إسهام فوز ترامب في تغيير المواقف الأميركية من الملف السوداني بتخفيف الضغط الذي كانت تمارسه إدارة الرئيس، باراك أوباما، عليها. وتأمل في ممارسة واشنطن ضغوطاً على الحكومة في الخرطوم، بالنظر للدور الذي لعبه الجمهوريون في فترة بوش، خلال اتفاقية السلام الشامل التي أنهت الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال 2005.

لكن محللين يرون أن ترامب بطبعه العنصري، الذي أظهره في حملاته الانتخابية، لن يولي السودان أي اهتمام كما أن بعده عن السياسة عموماً يجعله لا يعرف السودان. ورأوا أن أميركا دولة مؤسسات ما يجعل من سياساتها الخارجية ثابتة، الأمر الذي يبقي الوضع كما هو عليه.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد": قال رئيس "حركة الإصلاح الآن" المعارضة، غازي صلاح الدين، إن فوز ترامب سيصب في مصلحة النظام في الخرطوم ويجعله قوة باطشة. ورأى أن الرئيس الجديد لن يولي اهتماماً بملف التسوية السياسية السودانية، مشيراً إلى عدم اهتمام الجمهوريين عموماً بملف حقوق الإنسان.

وأضاف أن "إهمال الملف السوداني من واشنطن في عهد ترامب سيمنح الحكومة في الخرطوم مساحة أوسع للتحرك وتنفيذ برنامجها في فرض حوار غير مستوفي للشروط وزيادة قوتها في البطش، باتخاذ مواقف أكبر في ما يتصل بعمليات القمع بالنظر للتعويل الحكومة لعدم وجود من يعترض على ذلك".

ورأى القيادي في "حزب المؤتمر الوطني"، محمد الحسن الأمين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن فوز الجمهوريين بمقعد الرئاسة وأغلبية مقاعد الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ من شأنه أن يسهم في تغيير السياسة الخارجية الأميركية. وأضاف "نتمنى ألا نتأثر سلباً في السودان".

ويرى المحلل السياسي، ماهر أبوالجوخ، أن وصول ترامب للبيت الأبيض يمثل ارتياحاً للحكومة في الخرطوم باعتبار أن الجمهوريين في فترات وصولهم للسطة منذ بوش اتخذوا مواقف مرنة تجاه النظام مقارنة بالديمقراطيين. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد": "لا أعتقد أن السودان سيكون ضمن أعدائهم". ورجح أن يعمل الجمهوريون من خلال الأغلبية في الكونغرس على تخفيف العقوبات الأميركية على السودان، أو رفعها.

المساهمون