قررت السلطات الجزائرية تحويل زعيم الكارتل المالي لنظام عبد العزيز بوتفليقة، علي حداد، برفقة رجل الأعمال محيي الدين طاحكوت، المسجونين في قضايا فسادٍ، نحو سجون في المحافظات الداخلية، ما شكل مفاجأة للرأي العام الجزائري.
وحُوِّل رجل الأعمال والذراع المالية لنظام بوتفليقة، علي حداد، من سجن "الحراش" وسط العاصمة الجزائرية، إلى سجن "لامبيز- تازولت" في محافظة "باتنة" 400 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية، الذي يُعَدّ أقدم سجون الجزائر.
ويعود تشييده للحقبة الاستعمارية (1954- 1962)، ويشتهر سجن "لامبيز" بضيقه وصعوبة المكوث به، خاصة لارتفاع نسب الرطوبة.
أما رجل الأعمال محيي الدين طاحكوت، مالك مجمع "هيونداي" لتجميع السيارات، ومحتكر نقل الطلبة في الجزائر، والمسجون بحكم قضائي في قضايا فساد بـ 16 سنة، فقد حُوِّل من سجن الحراش نحو سجن "بابار" في محافظة خنشلة 490 كيلومتراً شرقي العاصمة الجزائرية، ويعتبر أكبر سجون الجزائر، وبُني تحت مستوى سطح الأرض، ما يجعله أبرز السجون الجزائرية ذات الظروف السيئة.
وبحسب مصدر قضائي، جرت عملية التحويل بعد بلوغ التحقيقات حول الرجلين نقطة تأكيد بناء علي حداد ومحيي الدين طاحكوت لشبكة علاقات داخل سجن "الحراش" سمحت لهم بالاتصال بأطراف داخل الجزائر وخارجها بكل أريحية.
وكشف ذات المصدر، لـ "العربي الجديد"، عن أن "زيارات المحامين لعلي حداد ومحيي الدين طاحكوت فاقت الخمس عشرة زيارة أسبوعياً، ما سمح لهما بالتواصل مع العالم الخارجي دون ذكر العلاقات المكونة داخل السجن، ما جعلهما يستفيدان من بعض المعاملة التفضيلية. ويهدف نقلهما إلى سجني "لامبيز" و"بابار" لإبعادهما عن محيطهما العائلي وفريق دفاعهما، بعد صدور أحكام نهائية في حقهما" .
وكان النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة، قد أمر، في 3 أغسطس/ آب الحالي، بفتح تحقيق قضائي في احتمال عقد زعيم الكارتل المالي لنظام بوتفليقة، علي حداد، مع شركة أميركية، بهدف كسب دعم شخصيات مقربة من محيط الرئيس دونالد ترامب، حسب ما علمه "العربي الجديد" من مصدر قضائي.