السلاح يضرب تجارة الأعلام في مصر

29 نوفمبر 2014
جانب من تظاهرات مصرية (getty)
+ الخط -
لم تعد التظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها مصر، مجالاً لرواج سلع موسمية، طالما شهدت ازدهاراً خلال فعاليات ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وما بعدها، لحين الثالث من يوليو/تموز 2013.
وظلت تجارة الأعلام والمياه والمشروبات الغازية الكمامات المستخدمة في التقليل من أثار الغازات المسيلة للدموع التي تطلقها السلطات، الأكثر رواجاً في مختلف الفعاليات السابقة، لكن المشهد الآن يبدو مختلفاً حسب تجار ونشاطين، حيث اختفت تقريباً الاعتصامات، التي كانت تشهد حضوراً قوياً لباعة هذه السلع، بفعل استخدام السلطات القوة في تفريق التظاهرات والاعتصامات.
وقال تجار، إن تجارة الأعلام المصرية و"السترات" التي تحمل شعارات باسم التظاهرات والفعاليات، لم يعد موجوداً إلى حد كبير، بينما تشير التقديرات إلى أن حجم سوقها خلال الأيام الثلاثة الأولى فقط لثورة يناير بلغ 100 مليون جنيه ( 14 مليون دولار).
وأكد عدد من تجار الاعلام والباعة الجائلين الذي يصاحبون المظاهرات والاحتفالات، أنهم لم يعودوا يخرجون للبيع في مظاهرات ما بعد الثالث من يوليو، خوفاً من تعرضهم للقتل والأذى، حيث يقع فيها الكثير من القتلى.
وقال أسامة محمد، بائع أعلام في القاهرة، لمراسل "العربي الجديد"، إنه قرر عدم الخروج في تظاهرات 28 التي دعا لها السلفيون تحت اسم "الثورة الإسلامية" أو "ثورة الشباب المسلم"، لما في الأمر من خطورة علي حياته، مشيرا إلي أن عدد كبير من البائعين زملائه لم يخرجوا أيضا.
وأضاف أسامة الذي كان يحرص على النزول في كل فاعلية سواء كانت مظاهرات أو استحقاقات انتخابية مختلفة "الضرب سيكون في المليان كما قالت كل وسائل الإعلام.. ولن نخرج لنبيع علما ونفقد حياتنا".
ولفت النظر إلى أن رغبة المصريين فى حيازة العلم المصرى بدأت كظاهرة منذ سنوات مع مباريات المنتخب القومي خلال تنافسته في البطولات الأفريقية، وأصبحت تجارة مربحة مع الأيام الأولى لثورة 25 يناير، حتى تحولت إلى تجارة ثابتة تنتعش معدلات نموها خلال الأحداث ويوم الجمعة الذي غالباً ما يتم الدعوة لتظاهرات "مليونية" خلاله.
وأضاف أن أسعار الأعلام تتراوح بين 5 و 25 جنيها ( الدولار يعادل 7.15 جنيهات)، على حسب الحجم، مشيرا إلى أن أغلب الزبائن من السيدات والأطفال.
وقال رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، أحمد شيحة، إن تجارة الأعلام ازدهرت بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، ثم انتشرت أكثر خلال الفترات اللاحقة.
وأوضح شيحة في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن فترة الانتخابات في 2012 كانت الأكثر رواجاً لهذه التجارة، حيث تم استيراد كميات كبيرة من الأعلام، والسترات والأقلام المطبوع عليها العلم، وغيرها من منتجات مرتبطة بالفعاليات السياسية.
وقال عضو شعبة الملابس والأقمشة بالغرفة التجارية، حمدي أبو العينين، إن 90% من الأعلام الموجودة فى السوق مستوردة من الصين وتكون عبارة عن قطعة قماش بيضاء يطبع عليها اللونان الأحمر والأسود والنسر، بينما 10% فقط مصنوعة محلياً.
المساهمون