لم تعد لندن وباريس أو حتى جنيف مناطق جاذبة للأثرياء السعوديين، بعد أن تحولت إلى وجهات في متوفر يدي أصحاب الدخول المتوسطة بفضل العروض السياحية والفنادق الرخيصة.
وأصبح الأثرياء يفضلون الاتجاه إلى أماكن خاصة بعيدة عن ضجيج السياح، وباتت وجهتهم أكثر ميلاً نحو الجزر الخاصة والمنعزلة، والتي ترتفع كلفتها بشكل كبير مقارنة بالأماكن التقليدية.
وتحتل السعودية المرتبة الثامنة في عدد الأثرياء حول العالم، وأضافت المملكة 200 شخص من أصحاب الثروات عام 2014.
ويقول الخبير في السياحة، دخيل الطيار، وهو مدير المكتب الرئيسي لشركة الطيار للسفر والسياحة " للأثرياء متطلبات مختلفة الآن، فهم لا يفضلون لندن وباريس والمدن المزدحمة، وإنما يذهبون إلى الجزر الخاصة والمنتجعات الفاخرة".
وحول تكلفة مثل هذه الرحلات يوضح الطيار "تكلفة السياحة لهذه الأماكن تختلف بحسب متطلبات كل ضيف، وتصل تكلفتها، يومياً، لأكثر من 100 ألف دولار، خصوصاً في الجزر الخاصة التي يتم استئجارها بالكامل".
ويضيف الطيار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "يفضل بعضهم الذهاب إلى منتجعات خاصة وفاخرة في التشيك، وهي أماكن مخصصة للأثرياء من مختلف أنحاء العالم، وتحتوي على شواطئ خاصة، ومناطق للاستجمام، ويخوت بالغة الفخامة".
ويؤكد عضو اللجنة السياحية في مجلس الغرف التجارية السعودية، فهد الربيعان، أن الأثرياء لا يهتمون بمجال التسوق بقدر الاهتمام بالاستجمام بالدرجة الأولى، حيث لا يقبلون على الأماكن التجارية المزدحمة في الأغلب.
ويشير الربيعان في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "جبال الألب السويسرية، تتصدر قائمة المناطق التي يقبل عليها الأثرياء، وهي منطقة جبلية مغطاة بالثلوج، وتعج بالشاليهات والمنتجعات الصحية، وبعدها تأتي جزيرة بورا بورا وهي جزيرة من جزر ليوارد، الذي يشكل جزء أرخبيل المجتمع في بولينيزيا الفرنسية التابعة لفرنسا في المحيط الهادي، وهي من أجمل الأماكن في العالم".
ولا تعتبر هذه الأماكن رخيصة، فالوصول إليها يتطلب أكثر من 30 ألف دولار، بحسب الربيعان، مضيفاً "من الأماكن الخاصة، أيضاً، جزيرة سانت بارتيليمي، وهي جزيرة تابعة لفرنسا تقع في البحر الكاريبي، وهي ملاذ من يبحثون عن ركوب اليخوت الضخمة، وهي مكان بالغ الفخامة لا يقوى عليه سوى أصحاب المليارات".
ومن الأماكن الخاصة كذلك إمارة موناكو، فهي مدينة مصنفة للباحثين عن الترف حول العالم، ومكان مثالي وجيد للمعيشة المرفهة، ويفضل الأثرياء هذه الإمارة، التي تقع في قلب فرنسا لأنها مليئة بالمنتجات الصحية الفاخرة، والتي تكلف أكثر من 30 ألف دولار لليلة الواحدة.
وبحسب الربيعان، فإن النخب الثرية تقبل، أيضاً، على مدينة هامبتونز في الولايات المتحدة، فهي تعج باليخوت الفخمة والمنازل الفاخرة، وتعد المكان المفضل للمشاهير وأصحاب الملايين، وتنافسها على جذب الأثرياء السعوديين جزر المالديف.
ويضيف: "يفضل الأثرياء السعوديون البقاء في يخوت فاخرة تبلغ قيمة الواحد منها أكثر من 50 مليون دولار". مشيراً إلى أنه خلال العام الحالي بدأ الإقبال يتزايد على مدينة كوستا سميرالدا في إيطاليا، وهي مدينة تحتوي على فنادق من فئة السبع نجوم، والأغلى في العالم، تبلغ تكلفة الليلة الواحدة في فنادقها الكبيرة أكثر من 15 ألف دولار.
وقد تكون التكلفة باهظة جداً لمثل هذه الرحلات، ولكنها بحسب رجل الأعمال، محمد العليان، مهمة جداً للاسترخاء بعد أشهر من العمل الشاق.
ويقول العليان في اتصال هاتفي لـ"العربي الجديد" من مكان إقامته في المالديف "ليست مجرد إجازة، فكلما زاد ثراء رجال الأعمال كلما زاد عملهم، وأحتاج لأجازة خاصة، ولهذا يفضل كثيرون الجزر الخاصة، أو الرحلات السياحية على متن يخوت".
اقرأ أيضاً: السعوديون ينفقون 7.5 مليار دولار على السياحة الداخلية