رحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، في اليوم الذي دخل فيه اليمن المجهول باستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي. هذه المصادفة لا تخلو من دلالة تلخص التحديات والانهيارات العربية التي طبعت العشرية التي حكم خلالها الراحل المملكة التي كانت على الدوام في مركز الأحداث الإقليمية والدولية.
شهد العالم العربي خلال هذه العشرية سلسلة من الأحداث والتطورات الكبرى والمصيرية، بدءاً من تفاعلات احتلال العراق، مروراً بالربيع العربي وتداعياته وتجلياته الدموية في سورية وليبيا واليمن ومصر، وحتى الحرب على "داعش" التي باتت محور الاهتمام الدولي اليوم، وقد كان لسياسات الملك عبد الله دورها وتأثيرها في هذه المنعطفات.
خلال هذه العشرية، لم تكن التحديات خارجية فقط، بل داخلية أيضاً، إذ شهدت المملكة على نحو خاص ارتفاع سقف المطالب الإصلاحية، في ظل تعويل على وعود الملك عبد الله التي واجهت مقاومة داخلية من المحافظين والتقليديين، ولكن هذا العهد سجل إنجازات ملموسة على صعيد الشورى والانفتاح الإعلامي والاقتصادي، كما حقق تقدماً في ميادين التعليم.
اليوم، ومع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز عرش المملكة، تبدو الكثير من ملفات العشرية الماضية مرحّلة للفترة المقبلة، الأمر الذي يلقي الكثير من الرهانات والأعباء على الملك الجديد.