السعوديات "يربحن" الانتخابات

13 ديسمبر 2015
المشاركة هي الأهم (فرانس برس)
+ الخط -
قد لا يكون فوز 17 امرأة من بين 2106 فائزين بالانتخابات حدثاً لافتاً على الإطلاق، لكنّه في السعودية حدث تاريخي.

لأول مرة يُسمح للنساء بالترشح والتصويت في الانتخابات البلدية، وهي الانتخابات العامة الوحيدة في البلاد، ما يشكل ربحاً حقيقياً لهن.

نجحت 17 امرأة بدخول المجلس، من أصل 978 امرأة ترشحن أمام 5938 رجلاً. ومنذ إعلان فوز سالمة بنت حزاب العتيبي بمقعد في المجلس البلدي عن بلدة مدركة في منطقة مكة المكرمة، توالى إعلان أسماء الفائزات. ففي العاصمة الرياض أُعلن فوز كلّ من هدى الجريسي وجواهر الصالح وعلياء الرويلي. وفازت من جدة (غرب) لما السليمان ورشا حفظي. وفي الإحساء (شرق) سناء عبد اللطيف الحمام، ومعصومة عبد رب الرضا. وفي القطيف (شرق) خضراء المبارك. وفي الجوف (شمال) هنوف الحازمي. وفي جازان (أقصى الجنوب) عيشة بكري. وفي القصيم (وسط) مناور الرشيدي، والجوهرة الوابلي. وفي المدينة المنورة (غرب) فرح العوفي. وفي البطين (شمال) بدرية الرشيدي، ومشاعل السهلي. وفي حائل (شمال) مناور عبد الله هجنان.

يبدو عدد الفائزات صغيراً مقارنة بـ2089 فائزاً من الرجال يمثلون 284 مجلساً بلدياً. مع ذلك، تؤكد بعض الفائزات لـ"العربي الجديد" أنّ الحدث يشكل بداية مهمة، ويصفنه بتاريخ جديد للسعودية.

وفي هذا الإطار، تشدد عضوة المجلس البلدي في القطيف خضراء المبارك، على أنّ الوقت حان لضرورة وضع آليات مناسبة للتواصل مع الجمهور، والاستماع لما لديه من جديد، وإيصال ذلك إلى المجلس البلدي. وتقول لـ"العربي الجديد": "العمل سيكون كبيراً. لست غريبة على العمل المجتمعي، وسأحرص على تنفيذ كلّ ما وعدت به في برنامجي الانتخابي".

بدورها، تفوقت عضوة المجلس البلدي سناء عبد اللطيف الحمام على أكثر من 15 رجلاً في الدائرة الأولى في الإحساء. وتؤكد أنّ هدفها الأول سيكون "تحويل أحياء الإحساء الى أحياء نموذجية".

كذلك، اكتسحت معصومة عبد رب الرضا الدائرة السادسة في الإحساء بنحو 420 صوتاً من الرجال والنساء، بفضل برنامجها الذي ركزت فيه على "الأسرة في بيئة حضرية آمنة".

وبالرغم من السمعة المعروفة عن القصيم كأكثر المناطق السعودية تشدداً، فقد سجل فوز امرأتين. تؤكد الفائزة مشاعل السهلي أنّ العمل البلدي لا يجب أن يُترك فقط للرجال. وتقول لـ"العربي الجديد": "الطرقات والتشجير والحدائق والتزفيت والإنارة ليست محصورة بالرجال، فالمرأة تعيش في المكان نفسه".

لم تمر الانتخابات البلدية من دون مشاكل. فقد عانت بعض المرشحات للمجلس البلدي في حائل من مضايقات، إما من المجتمع أو من أسرهن، ما وصل إلى حد السبّ والشتم، مباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أعلن كثيرون عن رفضهم التصويت للنساء.

تقول المرشحة نورة الفايز إنّها واجهت ضغوطات من الأسرة، وخارج الأسرة، رفضت ترشيحها، لكنها لم تهتم بها، وقررت خوض التجربة لكن وفق شروط فرضت عليها في عدم ظهورها إعلامياً، وعدم التحدث إلى أحد. تعلق: "لهذا كان من الطبيعي أن أخسر، وكنت أعرف ذلك".

من جهتهم، رصد حقوقيون بعض المحتسبين (الشرطة الدينية) وهم يوزعون بياناً يأمر بعدم التصويت للمرأة في الانتخابات البلدية بدعوى أنّ ذلك غير جائز شرعاً. كما تبحث الجهات الأمنية عن شابين ظهرا في مقطع فيديو وهما يمزقان لافتة مرشحة في الانتخابات البلدية ويرددان بلهجة عامية: "ليس لدينا نساء للترشيح".

تؤكد الناشطة الحقوقية سهيلة زين العابدين أنّ الأهم من عدد الفائزات، هي المشاركة والظهور في الصورة: "مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية أكبر من مجرد فوز وخسارة، فالحصول على حقها في الترشح والانتخاب هو البداية الحقيقية نحو خلق مجتمع تتحقق فيه المساواة والعدالة الاجتماعية".

تفويت فرصة الفوز
على الرغم من أنّ لجنة الطعون نقضت قرار استبعاد الناشطة الحقوقية لجين الهذلول من الانتخابات، وقررت عودتها، لم ينفذ القرار، وألغي اسم الهذلول من قائمة المرشحين ما فوت عليها فرصة كبيرة للفوز. ولدى الهذلول شعبية كبيرة، خصوصاً بعد إدخالها السجن أواخر عام 2014 لدورها في حملة قيادة السعوديات للسيارة، قبل أن تخرج بعد أكثر سبعين يوماً رفقة الناشطة الأخرى ميساء العمودي.

اقرأ أيضاً: صوت السعوديّة
المساهمون