السطو المسلح على المنازل يثير ذعر البغداديين

02 مايو 2016
حوادث سطو كثيرة تسجل ضد مجهول (GETTY)
+ الخط -


لم يعتقد العراقيون أنهم سيعيشون يوميات شبيهة بما كانوا يشاهدونه في الأفلام السينمائية من عمليات السطو المسلح ومهاجمة المصارف أو منازل المواطنين.

الفارق أن مشاهدة السينما التي كانت منتشرة في العاصمة العراقية بغداد، كانت تمتعهم باللقطات المشوقة، في حين أن الواقع يتسبب لهم بالكوابيس في يقظتهم وفي منامهم، وهم يحاولون تأمين أنفسهم خوفاً من عصابات السطو المسلح.

لا يكاد يمر أسبوع إلّا وتحدث جرائم سطو مسلح على منازل في العاصمة وضواحيها، تنتهي بقتل ساكنيها أو إصابتهم وسلب أموالهم، وتبدأ أجهزة الأمن بتعقب خيوط الجريمة التي غالباً ما تسجل ضد مجهول بحسب المصادر الأمنية.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الاثنين، عن إصابة مواطن داخل منزله في منطقة اليرموك ببغداد إثر عملية سطو مسلح على منزله انتهت بإصابته بطعنة سكين وسرقة مبلغ 70 مليون دينار عراقي.

وقال مصدر من وزارة الداخلية العراقية في تصريح صحافي اليوم إن "مسلحين مجهولين قاموا باقتحام منزل أحد المواطنين في حي "الأربع شوارع" بمنطقة اليرموك في العاصمة بغداد، وبعد مقاومة صاحب المنزل طعنوه بسكين وسرقوا منه 70 مليون دينار عراقي".

وأضاف المصدر "بعد ارتكاب المسلحين المجهولين لجريمتهم، وهروبهم إلى جهة مجهولة، هرعت قوات الشرطة إلى مكان الحادث ونقلت المصاب إلى المستشفى للعلاج، وفتحت تحقيقاً للوصول إلى منفذي الجريمة".

هذه الأخبار لم تعد خافية على العراقيين فهم يعيشونها كل يوم أو كل بضعة أيام داخل العاصمة بغداد وضواحيها حيث المشهد السياسي والأمني المترهل، وانتشار عصابات الخطف والسطو المسلح والنصب والاحتيال.

وفي هذه الأثناء، ينشغل أغلب العراقيين بتأمين منازلهم، خاصة رجال الأعمال منهم والأثرياء خشية عمليات السطو المسلح، وينصبون كاميرات المراقبة وأجهزة الإنذار واستشعار الحركة حول منازلهم التي باتت تشبه الثكنات العسكرية.

يقول التاجر حسن فاضل (51 عاماً): "منشغلون بتأمين شركاتنا وأموالنا وتجارتنا وكذلك منازلنا من عمليات السطو المسلح، فأجهزة الأمن تأتي بعد وقوع الجريمة وهروب الجناة".

ويتابع فاضل "نضطر لنصب كاميرات المراقبة وأجهزة استشعار الحركة وشراء الكلاب البوليسية لحماية منازلنا، تحسباً لمثل هذه العمليات المسلحة التي راح ضحيتها كثيرون ممن فقدوا أرواحهم وأموالهم، وغالباً ما تسجل الجريمة باسم مجهول".

من جهته، يوضح الخبير الأمني السابق عامر الزبيدي بأن "انتشار هذه العصابات وقيامها بجرائم السطو على منازل المواطنين في وضح النهار مؤشر خطير على ضعف قدرة الأجهزة الأمنية على متابعة هذه الجرائم بسبب سطوة المليشيات التي تقوم هي الأخرى بجزء كبير من جرائم السطو والخطف".

وما يزيد الأمر تعقيداً كما يرى مواطنون هو ترهل أجهزة الأمن وولاؤها المتعدد لرجال دين أو أحزاب سياسية أو جهات خارجية، ما يجعل المشهد الأمني مربكاً للناس حتى داخل منازلهم.

وأجبرت عمليات السطو المسلحة مطلع 2016 عشرات شركات الصرافة على إغلاق أبوابها أمام الزبائن بعد استهدافها.

وكشفت مصادر في وزارة الداخلية العراقية عن تسجيل 70 عملية سطو مسلح، خلال شهر واحد مطلع عام 2016 في العاصمة بغداد وضواحيها، استهدفت شركات صرافة ومنازل أغلبها وقعت في وضح النهار.

وفي هذه الظروف غادر كثير من التجار والأثرياء العاصمة بغداد خشية تعرضهم لعمليات السطو المسلح أو الخطف على يد العصابات، في وقت يطالبون فيه الحكومة العراقية بإقالة القادة الأمنيين المسؤولين عن أمن العاصمة.

المساهمون