06 نوفمبر 2024
السر في فستان رانيا يوسف
ما وجه الغرابة في فستان ممثلةٍ اسمها رانيا يوسف الذي ارتدته في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي؟ ولماذا تصدر "ترند" فستان رانيا يوسف مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من أن المشاهدين اعتادوا رؤيتها بملابس فاضحة عارية في أفلامها؟
ظهرت رانيا يوسف في فستان يُظهر أكثر مما يخفي، ما دعا ثلاثة محامين للتقدم ببلاغ ضدها بتهمة "الفعل العلني الفاضح والإساءة للمرأة المصرية"، والمهرجان الذي يستقطب أهل الفن من جميع العالم هو فرصة للظهور، وتسجيل الحضور بالنسبة لرانيا يوسف ومثيلاتها، وقد عبّرت عن رأيها فيما حدث بأن "الحق على المصوّر"، وأنها لم تكن تقصد، ولكن محاولتها بأن يكون هناك بطانة ساترة تحت الفستان الشفاف سوف تعيق حركتها، حسب دفاعها.
ودافعت عن فستانها، في تصريح آخر، بأن هذا المهرجان يستدعي ضرورة ارتداء النجمات أزياء غريبة وصادمة، أسوة بنجمات هوليوود. ويناقض هذا التصريح التصريح السابق الذي أرفقته باعتذار ضعيف بأن ما حدث لم يكن مقصودا، وبأنها تراعي مشاعر بناتها. وفي ذلك كانت راقصة مصرية قد قرّرت اعتزال الرقص، بعد أن عيّرت زميلاتٌ طفلتها بها قائلات: يا بنت الرقاصة. فلو كل إنسان فكر بأولاده وبناته، قبل أن يرتكب فعلا مشينا، لما وصل المجتمع إلى ما وصل إليه، فكل الأبناء هم ضحايا ما اقترفت أيدي الآباء والأمهات الذين اعتقدوا أن المال هو وسيلة تربية الأبناء الوحيدة.
لو أن الممثلة تريد أن تصل إلى العالمية، لاكتشفت أن كل مبدع أو فنان قد وصل إلى العالمية حين انغمس في محليته، ومثال على ذلك نجيب محفوظ الذي وصل إلى العالمية، عندما خرج أدبه من أزقة الحارة المصرية.
وقد دعا بعضهم إلى الحرية الشخصية في اللباس، بما فيه النقاب الذي أثير حول حظر لباسه في الأماكن العامة جدلا في الآونة الأخيرة. ودعا آخرون إلى احترام العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية. ونسي هؤلاء أن الممثلة تخرج كل فترة بفيلم يحتوي على مشاهد ساخنة، ويذهب الشباب والمراهقون بأرجلهم إلى دور السينما لمشاهدتها، مما دعاها إلى التخفيف من حدّة الهجوم على مشاهدها، باعتذار ميت عن مشاهدها الساخنة في فيلم "واحد صحيح"!
ومع احترام الرأيين، لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام معايير أخلاقية يتم تجاوزها، ليست مكتوبة في كل مكان، مثل المهرجان والمقهى والشارع والسينما والشاطئ، وإنما متعارف عليها، وتوارثتها الأجيال، وهي تمثل الأنا الأعلى لضمائر الشعوب. وحين تتجرّأ ممثلة بالظهور بهذا المنظر المشين، تكون قد قامت بفعلها بعد أن حصلت على ضوءٍ أخضر من مجتمعٍ بدأ يتساهل في موروثاتٍ أخلاقية، وأفلت زمامه، وتقدمت فيه الممثلات والراقصات على الأدباء والمبدعين والعلماء، فانقلاب الموازين هو السبب الأول، لكي نرى الفستان الكاسي العاري نفسه، ونحن أمام شاشات التلفاز نتسامر مع أولادنا وبناتنا.
حينما كنت مراهقة صغيرة، وضعت نظارة شمسية على وجهي؛ لتخفي نصف معالمه. وكنت وقتها متأثرةً ببطلة فيلم "النظارة السوداء"، فانتهرني أبي على تصرّفي، وقال لي بالحرف: يجب أن يكون مظهرك مثل الأخريات، لكي لا تشدّي الانتباه.. ولم يكن في مجتمعنا الضيق الصغير الذي يسمح للفتاة بالكاد أن تذهب إلى المدرسة سعة لأن أستخدم النظارة الشمسية التي كان شكلها مضحكا ولافتا في بداية صرعات ظهورها. .. لكل مكانٍ ما يناسبه؛ فمثلا لا أحد يستهجن لباس البحر للرجال والنساء على الشاطئ. ويُلاحظ أن الممثلات اللواتي اشتهرن بأدوار العري يظهرن بملابس حداد محتشمة، عندما يشاركن في جنازة زميل، بمعنى أنهن احترمن موقف الموت. وأي فلسطينية يجري تكريمها في محفل دولي، أو تشارك فيه، تظهر بالزي التقليدي الفلسطيني، وهو الثوب المطرّز الذي يكون محتشما. ويتحدث هذا الزي عن نفسه وعن صاحبته من دون كلام.
ظهرت رانيا يوسف في فستان يُظهر أكثر مما يخفي، ما دعا ثلاثة محامين للتقدم ببلاغ ضدها بتهمة "الفعل العلني الفاضح والإساءة للمرأة المصرية"، والمهرجان الذي يستقطب أهل الفن من جميع العالم هو فرصة للظهور، وتسجيل الحضور بالنسبة لرانيا يوسف ومثيلاتها، وقد عبّرت عن رأيها فيما حدث بأن "الحق على المصوّر"، وأنها لم تكن تقصد، ولكن محاولتها بأن يكون هناك بطانة ساترة تحت الفستان الشفاف سوف تعيق حركتها، حسب دفاعها.
ودافعت عن فستانها، في تصريح آخر، بأن هذا المهرجان يستدعي ضرورة ارتداء النجمات أزياء غريبة وصادمة، أسوة بنجمات هوليوود. ويناقض هذا التصريح التصريح السابق الذي أرفقته باعتذار ضعيف بأن ما حدث لم يكن مقصودا، وبأنها تراعي مشاعر بناتها. وفي ذلك كانت راقصة مصرية قد قرّرت اعتزال الرقص، بعد أن عيّرت زميلاتٌ طفلتها بها قائلات: يا بنت الرقاصة. فلو كل إنسان فكر بأولاده وبناته، قبل أن يرتكب فعلا مشينا، لما وصل المجتمع إلى ما وصل إليه، فكل الأبناء هم ضحايا ما اقترفت أيدي الآباء والأمهات الذين اعتقدوا أن المال هو وسيلة تربية الأبناء الوحيدة.
لو أن الممثلة تريد أن تصل إلى العالمية، لاكتشفت أن كل مبدع أو فنان قد وصل إلى العالمية حين انغمس في محليته، ومثال على ذلك نجيب محفوظ الذي وصل إلى العالمية، عندما خرج أدبه من أزقة الحارة المصرية.
وقد دعا بعضهم إلى الحرية الشخصية في اللباس، بما فيه النقاب الذي أثير حول حظر لباسه في الأماكن العامة جدلا في الآونة الأخيرة. ودعا آخرون إلى احترام العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية. ونسي هؤلاء أن الممثلة تخرج كل فترة بفيلم يحتوي على مشاهد ساخنة، ويذهب الشباب والمراهقون بأرجلهم إلى دور السينما لمشاهدتها، مما دعاها إلى التخفيف من حدّة الهجوم على مشاهدها، باعتذار ميت عن مشاهدها الساخنة في فيلم "واحد صحيح"!
ومع احترام الرأيين، لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام معايير أخلاقية يتم تجاوزها، ليست مكتوبة في كل مكان، مثل المهرجان والمقهى والشارع والسينما والشاطئ، وإنما متعارف عليها، وتوارثتها الأجيال، وهي تمثل الأنا الأعلى لضمائر الشعوب. وحين تتجرّأ ممثلة بالظهور بهذا المنظر المشين، تكون قد قامت بفعلها بعد أن حصلت على ضوءٍ أخضر من مجتمعٍ بدأ يتساهل في موروثاتٍ أخلاقية، وأفلت زمامه، وتقدمت فيه الممثلات والراقصات على الأدباء والمبدعين والعلماء، فانقلاب الموازين هو السبب الأول، لكي نرى الفستان الكاسي العاري نفسه، ونحن أمام شاشات التلفاز نتسامر مع أولادنا وبناتنا.
حينما كنت مراهقة صغيرة، وضعت نظارة شمسية على وجهي؛ لتخفي نصف معالمه. وكنت وقتها متأثرةً ببطلة فيلم "النظارة السوداء"، فانتهرني أبي على تصرّفي، وقال لي بالحرف: يجب أن يكون مظهرك مثل الأخريات، لكي لا تشدّي الانتباه.. ولم يكن في مجتمعنا الضيق الصغير الذي يسمح للفتاة بالكاد أن تذهب إلى المدرسة سعة لأن أستخدم النظارة الشمسية التي كان شكلها مضحكا ولافتا في بداية صرعات ظهورها. .. لكل مكانٍ ما يناسبه؛ فمثلا لا أحد يستهجن لباس البحر للرجال والنساء على الشاطئ. ويُلاحظ أن الممثلات اللواتي اشتهرن بأدوار العري يظهرن بملابس حداد محتشمة، عندما يشاركن في جنازة زميل، بمعنى أنهن احترمن موقف الموت. وأي فلسطينية يجري تكريمها في محفل دولي، أو تشارك فيه، تظهر بالزي التقليدي الفلسطيني، وهو الثوب المطرّز الذي يكون محتشما. ويتحدث هذا الزي عن نفسه وعن صاحبته من دون كلام.