السخرية سلاح الجزائريين في تظاهراتهم: لن تحصل على بيتزا خامسة

19 مارس 2019
للجزائر تاريخ في استخدام السخرية أثناء الاحتجاجات (تويتر)
+ الخط -
منذ يوم الجمعة 22 فبراير/شباط، حظيت المظاهرات السلمية ضد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في الجزائر بترحيب واسع النطاق، ولعبت الفكاهة دوراً هاماً فيها، بسبب إيصالها رسائل سياسية بطريقة سهلة وساخرة.

ومنذ حوالي 3 أشهر، يخرج المتظاهرون ومعهم لافتات ساخرة مثل: "ريال مدريد سقط وأنتم لا تزالون على كراسيكم"، و"أريده (أي الحبيب) مثل بوتفليقة، كلما طلبت منه الرحيل زاد تعلّقاً"، و"إنها انتخابات وليست زفاف أختك لتؤجلها"، و"الشعب يطالب بكرسي رئاسي تيفال لا يلتصق به الزعماء".

جذور تاريخية للسخرية الجزائرية

تنقل صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن المؤرخة إليزابيث بيريغو، والتي ستنشر كتاباً عن هذا الموضوع قريباً، أن "في الجزائر، كانت الفكاهة تستخدم دائماً لمشاكسة السلطة، خاصة في الأوقات الصعبة"، "لقد اتخذت أشكالاً مختلفة في العقود الأخيرة وتكيّفت مع السياق".

تتابع: "الفكاهة هي رياضة وطنية، شكل من أشكال المقاومة، ضد الحكام واليوميات على حد سواء. أثناء الاستعمار وحرب الاستقلال، كانت هناك سخرية ذاتية لتجنب الرقابة. كان الضحك على الذات طريقة ملتوية لانتقاد المستعمر، ومع مرور الوقت، أصبحت الفكاهة أكثر مباشرة ومواجهة".

تقول المؤرخة: "كان الرئيس الشاذلي بن جديد هدفاً متميزاً للنكات الشعبية"، كان يُسخر منه باستمرار ويقارَن بسلفه الرئيس هواري بومدين، خصوصاً أثناء التظاهرات الكبرى في أكتوبر/تشرين الأول 1988، التي خرجت احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة.

وبعد ذلك، سمح انفتاح ديمقراطي لرسامي الكاريكاتير باستخدام أقلامهم للسخرية من الرؤساء ووجه النظام"، تقول الباحثة.


سخرية إبداعية تتجاوز اللافتات

لم يكتفِ الجزائريون ببث السخرية عبر اللافتات في الميادين، بل جرّب مواطنون طرقاً أكثر إبداعاً وغرابة، مثل اتصال أحد الأشخاص بمستشفى جنيف حيث كان يرقد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة.

وقال المتصل خلال المكالمة: "لقد طلبوا بيتزا خامسة. لكن عليهم أن يدفعوا ثمن الأربع الأخرى، وإلا لن تكون هناك بيتزا خامسة!"، في إشارة إلى استياء الشعب الجزائري من سعي بوتفليقة إلى ولاية خامسة، قبل أن يتراجع عنها ويمدد الرابعة.


سخرية جزائرية بنكهة عالمية

عرف الجزائريون أن العالم يشاهد حراكهم، لذا جاءت بعض النكات بلمسة عالمية يمكن لأي مواطن حول العالم أن يفهمها، وفي نفس الوقت كانت فرصة للإصرار على عدم التدخل في الشأن الداخلي للجزائر.

من بين اللافتات التي تم حملها واحدة تقول "عزيزتي أميركا، لم يعد في الجزائر نفط، إلا إذا كنتِ تبحثين عن زيت الزيتون"، وأخرى تقول: "أعزائي أميركا والاتحاد الأوروبي، شكراً لاهتمامكما، لكنها مسألة عائلية".

المساهمون