حكمت محكمة عوفر العسكرية، اليوم الأربعاء، بالسجن الفعلي 8 أشهر على الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، التي تحاكم بتهمة صفع جندي إسرائيلي، وذلك بعدما قبلت اتفاقاً قضائيا تم بين النيابة العسكرية والتميمي.
وكان موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني كشف إن النيابة العسكرية الإسرائيلية أعدت لائحة اتهام مُعدلة للتميمي، تضمنت أربعة بنود بدلا من 12 بندا كانت قد وجهتها للتميمي في وقت سابق.
وأسقطت اللائحة الجديدة تهم "التحريض والدعوة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل"، لكنها تتضمن اعتراف التميمي بإعاقة عمل جندي ومهاجمته، وفق ما نقلت "الأناضول".
وجاء في لائحة الاتهام أن التميمي وابنة عمها، وانضمت إليهما والدتها في وقت لاحق، ضربن الجنود بقبضات اليد وصحن في وجوههم، بينما تركت الضربة التي وجهتها عهد للجندي علامة على وجهه.
واتهمت اللائحة التميمي بمهاجمة الجنود الإسرائيليين في خمس حوادث أخرى.
من جانبها، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن التميمي توصلت إلى الاتفاق مع النيابة مقابل "الإقرار بالذنب".
وفي غضون ذلك، أكد باسم التميمي، والد عهد، لـ"العربي الجديد"، أن "محكمة عوفر أصدرت الحكم بحق ابنتي عهد وزوجتي ناريمان بالسجن الفعلي لمدة ثمانية أشهر لكل منهما، إضافة لخمسة أشهر وقف تنفيذ لناريمان، وثمانية أشهر وقف تنفيذ لعهد، بالإضافة لغرامة مالية قيمتها ستة آلاف شيقل (عملة إسرائيلية) لناريمان، وخمسة آلاف شيقل لعهد".
ولفت باسم التميمي إلى أن المحكمة تمت بعد مداولات ما بين نيابة الاحتلال والدفاع عن عهد وناريمان، وكان لافتا أن مدة جلسة المحكمة طويلة وكانت مغلقة، حيث استمرت مدة ست ساعات. فيما أكد أن "هذا الحكم ظلم متوقع، فلا عدل مع الاحتلال".
وقال والد عهد: إن "متضامنة إسرائيلية كانت موجودة في جلسة المحاكمة صفعت أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية في المحكمة، وقالت لهم بأي حق تحكمون على عهد وناريمان بهذا الحكم، لتوصل رسالة للعالم أنها صفعت الشرطي داخل المحكمة، ولن تحاكم، وهو أمر يبين عنصرية الاحتلال".
من جهة ثانية، قال ناجي التميمي، والد الفتاة نور، لـ"العربي الجديد"، والتي تتهمها قوات الاحتلال بالاعتداء على جنود الاحتلال مع ابنة عمها، عهد، إن "محكمة عوفر اكتفت اليوم، بمدة توقيف نور لمدة 16 يوما، بعد اعتقالها والإفراج عنها لاحقا، وغرامة مالية بقيمة ألفين شيقل إضافة إلى خمسة أشهر وقف تنفيذ".
وكان ممثل الادعاء قد أشار في وقت سابق إلى أن "الادعاء العسكري عرض اتفاقاً قضائياً بشأن اعتقال التميمي في ديسمبر/كانون الأول، الماضي بعد الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع والذي تَظهر فيه وهي تطرد جنوداً إسرائيليين اقتحموا باحة منزلها".
وبعيد اعتقالها، قدمت نيابة الاحتلال بحقها لائحة اتهام تتكون من 12 بنداً، أبرزها الاعتداء على أحد جنود الاحتلال ورشق الحجارة، والمشاركة بفعاليات محظورة، والوجود في أماكن محظورة.
وتعيش عائلة التميمي في قرية النبي صالح، غربي مدينة رام الله، حيث يخرج أهالي القرية بشكل أسبوعي في مسيرة رافضة للاستيطان المقام على أراضيهم، ويتم استهدافهم بالرصاص الحي، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع الذي يطلقه جنود الاحتلال، ومهاجمتهم في منازلهم، ثم يتم اعتقالهم ومحاكمتهم بتهمة الاعتداء على الجنود.