السجائر الإلكترونية لا تؤدي إلى الإقلاع عن التدخين

25 مارس 2014
+ الخط -

عندما ظهرت السيجارة الإلكترونية للمرة الأولى في عام 2004 في الصين، ظن الكثيرون أنها ستساعد المدخنين على الإقلاع عن عادة التدخين، ورغم توسع الفكرة حتى أصبحت تجارة تبلغ قيمتها ملياري دولار، إلا أنها لم تفلح في تقديم نفسها كسبب مقنع للإقلاع عن التدخين، وقد أثارت دراسة أميركية محدودة شكوكا جديدة حول ما إذا كانت هذه السجائر الإلكترونية تساعد حقا المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة.

وخلصت الدراسة التي نشرت كورقة بحث في دورية (جاما) للطب الباطني، أمس الإثنين، إلى أن المدخنين الذين يستخدمون أيضا السيجارة الإلكترونية لم يكونوا أكثر ميلا إلى الإقلاع عن هذه العادة بعد عام، مقارنة مع المدخنين الذين لم يستخدموها.

وقالت راشيل جرانا القائمة على الدراسة الجديدة - التي تابعت عادات 88 مدخنا استخدموا السيجارة الإلكترونية - لرويترز "لم نجد علاقة بين استخدام السجائر الإلكترونية وخفض استهلاك السجائر".

وحلَلت جرانا وزملاؤها في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بيانات مسح أجري عام 2011  وشمل بيانات 949 مدخنا، ومن بين هؤلاء كان هناك 88 يستخدمون السجائر الإلكترونية التي تعمل ببطاريات وتعطي المدخن نفحة هواء يحوي النيكوتين ولكنها لا تحتوي على مواد القطران وأول أكسيد الكربون الضارة الموجودة في السجائر.

وبعد أن راجع الباحثون إجابات هؤلاء المدخنين بعد مرور عام، وجدوا أن الأشخاص الذين قالوا أنهم يستخدمون السجائر الإلكترونية في 2011 لم يكونوا أكثر استعدادا للإقلاع عن التدخين مقارنة مع أولئك الذين لم يستخدموها.

ويقول خبراء إن العدد المحدود للأفراد الذين طبقت عليهم الدراسة، ونقص البيانات بشأن ما إذا كانوا استخدموا السيجارة الإلكترونية بغرض مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين، يعني أن نتائج الدراسة التي أجراها مركز أبحاث السيطرة على التبغ والتدخين في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، لا يمكن أن تحل بدل كثير من الدراسات الأكثر دقة في هذا الموضوع.

ومازال هناك جدل بشأن مدى حاجة جهات الرقابة الصحية في الولايات المتحدة لإحكام السيطرة على هذه المنتجات.

ويقول مؤيدو هذا النوع من الأجهزة إن السجائر الإلكترونية يمكن أن تساعد المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة، فيما يخشى خبراء الصحة العامة أن تصبح هذه الأجهزة مدخلا للمبتدئين، خاصة الشبان.

وذكر تقرير سابق من المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية يرغبون في الأساس في استبدالها بالسجائر التقليدية.

يذكر أن بريطانيا سجلت الشهر الماضي، أن أول ضحية للسجائر الإلكترونية كلب صغير، بلع علبة "النيكوتين السائل" المخصصة لتعبئة السيجارة، وكان قد وضعها مالكه كيث سوتن على الطاولة، ما أصابه بتسمم أدّى إلى موته بعد ساعات قليلة، بالرغم من جهود الأطباء البيطريين لإنقاذه، فيما اعتبر كثيرون أن مصيبة كيث في فقدان جروه تيري، قد تنقذ حياته وحياة الملايين من المدخنين الذين اعتبروا أن السيجارة الإلكترونية ذات الرائحة الجميلة هي المنقذ من الإقلاع عن التدخين.

وحسمت هذه الحادثة الجدل القائم بين الهيئات الطبية والباحثين، في إدارة الغذاء والدواء في كل من بريطانيا وأميركا، وبين مخترعي هذه الآلة السامة وبين مروجيها، والذين أكدوا أن أضرارها قليلة مقارنة بالسجائر العادية. كذلك دفعت الأطباء إلى دق ناقوس الخطر حول هذا النوع من السجائر، وكشفوا أخيراً عن دراسة تثبت أن الجرعة نفسها قد تؤدي إلى مصرع طفل صغير.

دلالات
المساهمون