السترات الصفراء في فرنسا.. عودة متواضعة إلى الشارع

13 سبتمبر 2020
لم تتجاوز أعداد المتظاهرين الـ6 آلاف بحسب تقديرات الحكومة (Getty)
+ الخط -
بعد انقطاع طويل نتيجة تفشي فيروس كورونا في فرنسا، لم تنجح جماعة "السترات الصفراء" في كسب رهان يوم السبت بإخراج أعداد كبيرة للتظاهر ضد سياسات الحكومة واستئناف الحركة الاحتجاجية، لدرجة أن وسائل إعلام فرنسية اعتبرت أن الحشد الأمني كان أكبر من أعداد المتظاهرين.
من جهتها، كانت الحكومة في أفضل حال، مع مرور يوم السبت، الذي حضّر له نشطاء الحركة منذ وقت طويل، بأقل الخسائر والمواجهات، فخرج وزير الداخلية جيرالد دارمانا شخصياً ليعلن أن أعداد المتظاهرين في كل فرنسا لم تتجاوز 6 آلاف شخص، بينهم 2500 في العاصمة باريس، في وقت كانت الأعداد تفوق 50 ألفاً في آخر تحركاتهم قبل جائحة كورونا.
في الشمال الغربي من العاصمة، مكان انطلاق التحرك، اندلعت مواجهات متقطعة مع الشرطة، في فترة بعد الظهر، حيث أعلن وزير الداخلية اعتقال 300 شخص، بعد حوادث إشعال نيران في صناديق القمامة وبعض السيارات، فيما نقلت قناة "فرانس انفو" عن مايكل، أحد أعضاء الحركة، قوله: "لقد ماتت الحركة، أقولها بوضوح، لكننا هنا لأننا لا نملك شيئاً لنخسره، إنها فقط خطوة أخيرة".
خيبة الأمل كانت واضحة جداً، فمنسقو الحركة غائبون بشكل واضح عن وسائل الإعلام ولا يدلون بتصريحات كثيرة. هنا تابع مايكل: "لا بد من محاولة أخرى، سنجعل السماء صفراء مجدداً، من أجل أن نكون قادرين على ملء ثلاجاتنا بكرامة".
 
وقبل موعد 12 سبتمبر/ أيلول الذي خطط له بشكل جيد على عكس ما كان يتم في السابق، شهدت الحركة انقسامات، يشير كثيرون إلى أنها كانت سبباً في ضعف حشد يوم السبت، ولا سيما المواجهة التي جرت بين جيروم رودريغيز، إحدى أبرز شخصيات الحركة، والذي يعتبر رمزاً لها في كل فرنسا، بعدما فقد عينه نتيجة تعرضه لاعتقال عنيف من قبل الشرطة خلال الموجة الأولى قبل جائحة كورونا من جهة، وبين وزير الداخلية من جهة ثانية، حيث وصف رودريغيز رجال الشرطة بأنهم "عصابة من النازيين"، الأمر الذي دفع نجم الكوميديا جان ماري بيغارد إلى النأي بنفسه عن قيادات الحركة بعدما كان داعماً رئيسياً لها، لكنه مع ذلك حضر خلال يوم السبت وتعرض لهجوم من قبل نشطاء "السترات الصفراء" بسبب موقفه، ما اضطر رجال الأمن إلى إخراجه وحمايته من الحشود الغاضبة في الشارع.
ويعزو البعض الحشد المتواضع مقارنة مع تواريخ أخرى إلى انقسام الحركة، وهذا كان واضحاً من خلال وجود 5 نقاط للتظاهر في باريس، على عكس ما جرت العادة بأن يكون هناك تجمع في مكان موحد، فضلاً عن الخلاف التقليدي بين المجموعات العنيفة داخل الحركة والمجموعات التي تشدد على ضرورة أن تكون التحركات سلمية. وفي هذا السياق، تعرضت قناة "بي أف أم" الإخبارية، المتهمة بدعمها لليمين المتطرف في فرنسا، إلى اقتحام مكاتبها من قبل 30 ناشطاً من "السترات الصفراء"، تدخلت الشرطة لإخراجهم، قبل أن يتفاقم الموقف أكثر داخل استوديوهات القناة.
وكان ريمي، وهو أحد مسؤولي فريق الإعلامي في "السترات الصفراء"، قد كشف لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أنهم سيبدأون إضراباً وطنياً في فرنسا بتاريخ السابع عشر من سبتمبر/ أيلول الحالي، إلا أن التوقعات تشير إلى تأجيل هذا الإضراب بالنظر إلى الحضور المتواضع، أو ما تصفه وسائل إعلام بـ"التعبئة الفاشلة".