أكّد الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، مساء أمس الجمعة، أنّ "لا تغيير في الموقف التونسي تجاه سورية، وأنّ تونس لن تخرج عن الإجماع العربي، في ما يتعلق بالملف السوري".
السبسي الذي كان يتحدث إلى قناة "فرانس 24" الفرنسية قبيل زيارته إلى فرنسا، أوضح أنّ ما أراد أن يقوله وزير الخارجية، الطيب البكوش، في ندوته الصحافية، أنّ لدينا تونسيين متواجدين في سورية ووضعهم يهمّنا، وربما قد نكلف من يهتمّ بشؤونهم، ولكن لم تغيّر تونس سياستها بهذا الشأن، ولن نخرج عن السياق العربي، وموقف تونس ثابت من هذا الملف".
كما أشار إلى أنّ "السياسة الخارجية لتونس، يضبطها رئيس الجمهورية، وتنفذها وزارة الخارجية".
وكانت تصريحات البكوش التي أطلقها منذ يومين، قد أثارت ردود فعلٍ قوية، بعد أن تحدّث فيها عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين سورية وتونس، ورحّب بعودة السفير السوري إلى تونس.
اقرأ أيضاً: البكوش ينتقد تركيا ويرحب بسفير النظام السوري
وفي هذا السياق، أكّد مصدر رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، أنّه "لا يتوقّع أن تكون الرئاسة التونسية متناغمة مع شكل هذا الخطاب، ولا مع قوّته الدبلوماسية في خصوص الموضوع التركي أو السوري"، لافتاً إلى "أنّ إعادة فتح القنصلية، لا تعني التطبيع مع نظام بشار الأسد، وأنّ هذا الإجراء يهدف إلى تحويل المكتب الموجود أصلا في دمشق إلى قنصلية". واعتبر أن "اللهجة الدبلوماسية التي استعملها البكوش في خصوص تركيا، غير مناسبة".
إلى ذلك، رأى مقرّبون من الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، أنه كان دائماً ضدّ ما وصفه بـ"قفزة في الهواء" تكون غير محسوبة النتائج، في خصوص المشكلة السورية، وأبدوا استغرابهم حول الأسباب التي دعت إلى هذا "التغير الفجائي"، وعما إذا كان هناك تنسيق كامل بين قصر قرطاج والوزارة في خصوص هذا الموقف".
من جهةٍ أخرى، ذكر مسؤول تركي رفيع المستوى، أنّ وزارة الخارجية التركية طلبت توضيحات بشأن الملاحظات التي أدلى بها البكوش، والتي "لفت فيها انتباه السلطات التركية إلى أنّ تونس لا تريد من دولةٍ إسلامية هي تركيا، أن تساعد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الاٍرهاب في تونس، بتيسير نقل إرهابيين بين تركيا وسورية".
ورداً على طلب التوضيح التركي، قلٰل كاتب الدولة التونسي لدى وزير الخارجية، التهامي العبدولي، في تصريحٍ صحافي من درجة حساسية المسألة، مؤكداً أن الموضوع لم يُثر إشكالا كبيراً بين البلدين، وأنّه تم بالفعل تقديم توضيحات من السفير التونسي في أنقرة للسلطات التركية، تفيد بأنّ "تصريحات البكوش أخرجت من سياقها، ليظهر الوزير وكأنه يهاجم تركيا، وأنّه أراد فقط التأكيد على ضرورة تعاون السلطات التركية، لمراقبة التونسيين الجهاديين، الذين يعبرون إلى سورية، عَبر تركيا، لحماية تونس من الإرهابيين".
اقرأ أيضاً: نائب من "نداء تونس" يهاجم رئيس الحكومة ويتهمه بالفشل