الساروت خارج الكادر

04 يناير 2015
الساروت في لقطة من "العودة إلى حمص"
+ الخط -

تصاعدت أخيراً حدّة الانتقادات التي طالت بطل فيلم "العودة إلى حمص"، عبد الباسط الساروت، بسبب "مبايعته" تنظيم "داعش". خبر الشاب الحمصي لم يكن ليحظى بما حظي به من ضجيج إعلامي، ربما، لو لم يكن بطلاً لشريط مواطنه، طلال ديركي، الذي أنجزه العام الماضي. كما أن مسارعة الأخير إلى إعلان إنهاء علاقته ببطل فيلمه، بعد موقفه الأخير، تبدو بمثابة تملّص من الزمن السينمائي والعودة إلى زمن أكثر صرامة.

صحيح أن شخصية الساروت، لاعب كرة القدم قبل الثورة، تنتمي اليوم، في جزء منها، إلى الفيلم الذي خطف جائزة مهرجان "صندانس"، إلا أن سياقاً آخرَ يستدعي نفسه في مثل هذه المآزق بين الحكاية وسير الأحداث خارج الزمن السينمائي. فالساروت بفعله الأخير، خرج من الكادر السينمائي إلى واقع صادم، لا مونتاج فيه يقطع المشهد الدامي السوري الطويل، ولا مؤثّرات صوتية تُخفي صوت الطائرات والقصف المتواصل.

هنا، تبرز حقيقةٌ لا تتدخّل فيها صناعة فنية؛ حقيقة تجبر متابعيها على التفكير والتأمّل طويلاً. ربما هي "سينما" من نوع آخر، لا تحتمل تمجيداً أو أسطرة، ولا تتقبّل ما نريد أن نسبغه من بطولة على أشخاص معيّنين.

قرار الساروت الأخير لا يكذّب مجملَ الأحداث التي سبقته، بل إنه يتّصل، وبمرارة، بالزمن الطويل الذي اقتبسَ منه ديركي قطعة بكاميراه خلال بحثه عن بطل لفيلمه.

دلالات
المساهمون