تروي رميج تفاصيل حميمة عمّا يحدث للمعتقل من انهيارات نفسية وجسدية، ثم كيف ينعكس هذا الأمر على عائلته، وخصوصاً على زوجته التي تقع على عاتقها مهمة ترميمه وإعادته إلى الحياة العادية خارج السجن وبعيداً عن ذكرياته.
وتجدر الإشارة بدايةً إلى أن هذه الرواية، التي صدرت طبعتها الثانية حديثاً عن دار "فضاءات"، استقطبت الكثير من الدراسات التي جُمعت وأُصدرت في كتاب بعنوان "ضد الصمت والنسيان"، وشمل قراءات نقدية عربية حول العمل. أما معظم فصول الرواية فقد جاءت بصيغة مذكرات ورسائل ومونولوجات داخلية، تطرح أسئلة وتقترح إجابات مفتوحة على كل الاحتمالات، وتتأمل في واقع الحياة اليومية في المغرب المعاصر.
ومن خلال الحوار بين الشخصيتين الأساسيتين (الزوجان)، يتم تحريك الزمن بين الماضي والحاضر، كما يتم التنقل بين عالمي الموت والحياة (الوجود والعدم)، والحرية والسجن. وقد حررت هذه الثنائيات السرد من الزمن وساعدت في استخدام لغة تراوح بين الواقعية والشاعرية، ما ساهم في بناء روائي جديد ومنفلت عن البنية المألوفة، وفقاً لنقادٍ رأوا في تقنيات هذه الرواية إضافة إلى الرواية المغربية.
وفي هذا السياق، يعتبر الناقد المغربي محمد الداهي أن ما يميّز رواية "أخاديد الأسوار" هو "أن كاتبتها راهنت على إعادة تشخيص "التجربة الاستثنائية" التي تقاسمتها مع المسرود له بطريقة فنية يمتزج فيها الخيال بالواقع، وتتقاطع فيها الأبعاد الصوفية والرومانسية والثورية والرمزية".
من جهته، يرى الناقد المغربي يحيى بن الوليد أن "الرواية لا تسقط في "الدرامية" أو "البلاغة السوداوية" التي عادة ما يفرضها موضوع بحجم موضوع السجن، وإنما تسعى إلى تعميق الأمل، بل وتجدد الولادة".
وفي حديث مع رميج تطرّق إلى ظاهرة جوائز الرواية العربية، وإلى سبب عدم التفات لجان هذه الجوائز لأعمالها، رغم النجاح الذي سجّلته على مستويي النقد والبيع، تقول صاحبة "الناجون"، لـ"العربي الجديد": "كل الجوائز لها منطقها الذي قد يتوافق مع حُكم القراء على العمل الفائز، وقد لا يتوافق معه. شخصياً، أعتبر أن أهم جائزة يحصل عليها الكاتب هي القراء.
وهذه الجائزة حصلت عليها فعلاً مع رواية "عزوزة" التي اعتبرت من أكثر الروايات المغربية مقروئية، وصدرت طبعتها الأولى في المغرب سنة 2010، وطبعتها الثانية في سورية عن "دار النايا" سنة 2012، ونفدت الطبعتان سنة 2013، كما أن هذه الرواية حظيت بقراءات نقدية مغربية وعربية مهمة".