الريحانيّة تنفض ركام التفجيرات: العلاقة مع السوريين تتحسّن

03 فبراير 2014
+ الخط -
أصبح نصف سكان مدينة الريحانية التركيّة من السوريين. أعداد كبيرة من اللاجئين الذين هربوا من عنف النظام باتوا يشكلون جزءاً من النسيج الاجتماعي في المدينة التركيّة المتاخمة للحدود السوريّة (5 كيلومترات). غير أنّه ليس نسيجاً متجانساً، فقد ظهرت أولى بوادر التشنّج بين الطرفين بعد تفجيرات الريحانية التي وقعت في أيار/ مايو من العام الماضي. حينها، قام مدنيون أتراك بتحطيم سيارات السوريين وواجهات محالهم وتعرّضوا لبعضهم بالضرب، متهمين إيّاهم بنقل الصراع السوري إلى مدينتهم وطالبوهم بالرحيل.

اليوم، وبعد نتائج التحقيقات التي أظهرت براءة السوريين من جريمة التفجيرات، والتي ذهب ضحيتها حوالي 46 شخصاً معظمهم من الأتراك وبعضهم من اللاجئين، توجّهت "الجديد" إلى عدد من المواطنين الأتراك والسوريين المقيمين في الريحانية لتلمُّس شكل العلاقة حالياً وتحوّلاتها.

أمير أبو عرب، تاجر تركي، يرى أنّ "تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا كان له وجهان: إيجابي وسلبي"، موضحاً أنّ "الجانب الإيجابي برز في الحركة الاقتصادية وتدفق رأس المال السوري وكذلك انتعاش سوق العقارات"، في حين أنّ الجانب السلبي تجلّى في غلاء الأسعار وارتفاع معدلات البطالة لدى الأتراك بسبب رخص اليد العاملة السورية.

من جهته، يؤكد إسماعيل غوليار أنّ العلاقة مع اللاجئين السوريين تقوم على "التعاطف الكبير وتفهّم معاناتهم". ويصف ما حدث عقب التفجيرات العام الماضي بأنها لم تكن سوى "ردّة فعل متسرّعة ولا تعبّر عن طبيعة الشعب التركي". ويفسّر غوليار خلفيات ردة الفعل تلك بـ"تجاذبات حزبيّة تركية داخلية".

بدوره، يلفت محمد عكاش، وهو لاجئ وناشط إغاثي، إلى أنّ العلاقة مع أتراك المدينة "قد قطعت شوطاً جيّداً، وقد تداركنا، كسوريين، الكثير من الأخطاء السابقة من خلال تطوير أساليب فعّالة للتواصل". وبحسب عكاش، شكّل تعلّم السوريين اللغة التركيّة أحد الأسباب التي أدّت إلى تحسين العلاقة بين الطرفين، هذا فضلاً عن تعلّم السوريين "عادات الأتراك وتقاليدهم، ونشوء علاقات أُسَريّة من خلال العمل والزواج".

ويعيد لاجئ سوريّ آخر مقيم في الريحانية أسباب التوتر التي نشأت سابقاً إلى "التدفق الكبير للاجئين السوريين في البداية، الأمر الذي تسبّب في إثارة قلق الأتراك". أما اليوم، فـ"العلاقة ممتازة بين الطرفين. فأنا أسكن في منزل عند أسرة تركية وهم يمدّون يد المساعدة لي ولأطفالي الخمسة"، على حد تعبيره، معرباً عن اعتقاده بأن المساعدة التي تقدّمها تركيا "هي الأفضل في البلدان التي لجأ إليها السوريون".

المساهمون