الريال اليمني يهوي إلى أدنى مستوياته... وهادي يتدخل

29 يوليو 2018
العملة اليمنية تتهاوى وتوقعات بزيادة الأسعار (فرانس برس)
+ الخط -


استنجدت حكومة اليمن الشرعية بالقطاع الخاص التجاري، في مسعى لانقاذ العملة المحلية من الانهيار، فيما واصل الريال التهاوي المخيف أمام الدولار والعملات الأجنبية، وتراجع السعر اليوم الأحد، إلى 520 ريالا للدولار في العاصمة المؤقتة عدن ( جنوب) و514 ريالا للدولار في العاصمة صنعاء .

والتقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم الأحد بالقصر الرئاسي في عدن، رئيس وأعضاء الغرفة التجارية بحضور وزير التخطيط ومحافظ البنك المركزي للوقوف على مشكلة تدهور الريال ولوضع معالجات، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).

ووجه الرئيس هادي، بتشكيل مجلس اقتصادي من الحكومة وأعضاء الغرف التجارية، ينعقد بصورة مستمرة لوضع حد لانهيار الريال وحفظ استقرار العملة وتحقيق استقرار الأسعار التي تطاول تبعاتها المواطن البسيط بصورة أساسيه.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة اليمنية عن إجراءات لوقف تهاوي العملة المحلية، اذ اعلنت، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن مشروع فريق من المختصين من وزارة المالية اليمنية والبنك المركزي اليمني، إضافة إلى متخصصين آخرين في بحث وطرح مقترحات تحد من تدهور الريال اليمني.

ومطلع يناير/كانون الأول من العام الجاري، أعلن رئيس الحكومة أحمد بن دغر، عن تبني آلية أكثر فاعلية لوقف التدهور في سعر الصرف، من خلال وضع ضوابط وقوانين للبنوك الأهلية والاستثماريةً ومحلات الصرافة وتفعيل دور الأجهزة الأمنية لوقف هذا التدهور المستمر.

وأكد بن دغر، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية، أن الحلول والمعالجات التي تعمل عليها الحكومة ستساهم في المحافظة على أسعار سعر الصرف، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى إلى وضع سلسلة من الإجراءات لتحفيز السوق وتحريك العملة ومعالجة التدهور في أسعار الصرف.

ولم تثمر مشاريع وإجراءات الحكومة سوى مزيد من التدهور للريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية، وفشلت إدارة البنك المركزي اليمني في معالجة الأزمات العديدة التي تضرب القطاع المصرفي والاقتصاد الكلي للبلاد، وأكبرها أزمتا تهاوي الريال وشح السيولة النقدية.


واستمر الريال اليمني في التهاوي متراجعا الى مستويات قياسية منخفضة جديدة مقابل الدولار، اليوم الأحد، وسجل أكبر هبوط منذ بداية الحرب قبل أربع سنوات، وتسبب ذلك في نشر الهلع في أوساط اليمنيين في ظل مخاوف من ارتفاع جديد لأسعار السلع.

وقال صرافون ومتعاملون لـ"العربي الجديد" ، إن سعر الصرف ارتفع إلى 520 ريالا مقابل الدولار في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب البلاد) حيث مقر الحكومة، وإلى 138 ريالا مقابل الريال السعودي، فيما وصل سعر الصرف في العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين الى 514 ريالا للدولار و135 ريالا مقابل السعودي.

وينذر التهاوي المستمر للريال بتفاقم المعاناة المعيشية لليمنيين، وقال محمد أحمد، وهو موظف من عدن :" لم يعد المواطن اليمني يحتمل هذه التقلبات في سعر الصرف والتي تنعكس بصورة مباشرة على حياته من خلال ارتفاع أسعار السلع.

واستمر الريال اليمني في التراجع، بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة اربعة أعوام، ونتيجة انقسام مؤسسات الدولة المالية بين عدن وصنعاء، بالإضافة لمحدودية تدفق موارد النقد الأجنبي إلى اليمن ونفاد الاحتياطيات الخارجية ثم انقسام السلطة النقدية.

وشهد سعر صرف الدولار في السوق الموازي تصاعداً ملحوظاً مرتفعاً من حوالي 215 ريال/دولار في مارس 2015 إلى 485 ريال/دولار في إبريل 2018 ) بمعدل تغير تراكمي بلغ 125.6 % وفقا لوزارة التخطيط اليمنية.

فيما يبلغ السعر الرسمي للعملة الأميركية نحو 380 ريالا، منذ منتصف أغسطس/آب الماضي، بعد قرار البنك المركزي تحرير سعر الصرف. وينعكس التهاوي المتسارع للريال في ارتفاع قياسي لأسعار السلع الغذائية وتفاقم أزمات اليمنيين.

المساهمون