أكدت مصادر في وزارة الخارجية السعودية أن الرياض لا تنوي الاستجابة للطلب العراقي الذي تقدّمت به وزارة الخارجية بتغيير السفير السعودي في العراق، ثامر السبهان، بسبب عدم رضى بغداد عن بعض تصريحاته التي أطلقها مؤخراً.
وشدد المصدر على أن سياسة السعودية الخارجيه واضحة، "وهي لا تقبل التدخل في الشؤون الخاصة للدول الشقيقة والصديقة، ولكن في الوقت ذاته لا تقبل بتدخل أحد في شؤونها الخاصة"، كاشفاً عن أنّ السفير السبهان باق في منصبه للفترة المقبلة، وأن "الطلب العراقي ليس على طاولة البحث حالياً".
من جهته، أكد السفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان، لـ"العربي الجديد"، على أن العراق يعاني من ضغوط وأجندات معينة تفرض سياستها عليه، والسعودية "تتفهم الضغوط التي يفرضها مستشارون عسكريون من دول أخرى على العراقيين".
وفي رده على الطلب العراقي باستبداله، قال: "أنا خادم لهذا الدين، ولهذة القيادة التي تسعى لنصرة الحق وما فيه خير للإسلام والمسلمين وللوطن وأبنائه الذين اعتز وأتشرف أنني منهم، كما أن سياسة السعودية ثابتة ولا ترتبط بالأشخاص، وهي لن تتخلى عن عروبة العراق".
وأضاف أنّ "العلاقة ودية مع السياسيين العراقيين. وما يحدث معنا.. التحدث أمام بعضنا البعض؛ هو يختلف اختلافاً كلياً عما يحدث في الإعلام".
وكان السبهان قد تسلم مهام منصبه كأول سفير للسعودية في العراق بعد 25 عاما من القطيعة، في كانون الأول/ديسمبر 2015.
غير أن وجوده وتصريحاته لم ترضِ بعض الأطراف داخل العراق، فتلقّى تهديدات صريحة بالقتل أكثر من مرة، كما تعرض لمحاولة اغتيال في العراق، واتهمت "مليشيات عراقية" بالوقوف وراء المحاولة، (حسب قوله)، كما أن الخارجية العراقية رفضت طلباً رسمياً، تقدمت به السفارة السعودية في بغداد، بإدخال سيارات مصفحة للحماية منذ أكثر من خمسة أشهر دون سبب واضح.
وكان المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد جمال، قال إنه "تم توجيه طلب رسمي إلى الرياض، يتضمن استبدال سفيرها لدى بغداد، بسبب "بعض التصريحات الإعلامية للسفير التي لم ترضَ عنها بعض مكونات الحكومة العراقية".
إلى جانب ذلك، كان سياسيون عراقيون مقربون من إيران قد قدّموا طلبات متكررة بطرد السبهان رداً على تصريحات أدلى بها عن تدخل إيران في العراق، وقوله إنّ "فصائل شيعية مدعومة من إيران تسبب تفاقم التوتر مع السنة".