الرقصات الشعبية... "روح" الجنادرية

15 فبراير 2017
يتزاحم زوار المهرجان حولها(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -


تستحوذ عروض الرقصات الشعبية على اهتمام زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، بدورته الواحدة والثلاثين، ففي كل مكان، يسمع فيه صوت الطبول والراقصين، تجد الزوار مجتمعين بكثافة، ومنهم من يحاول المشاركة في الحدث.

وتشترك الفنون الشعبية للمناطق الجنوبية في السعودية وخاصة جازان والباحة وعسير، بسرعة الحركة التي تؤدى في صفوف منتظمة، مع ارتداء الراقصين الأزياء الشعبية المعروفة، واستخدام الجنبية (نوع من الخناجر) والسيوف، مما يزيد من حماس المشاهدين.

قد تبدو قصص الماضي مثيرة، ولكن الأكثر إثارة والتي يحرص السعوديون على التزاحم حولها هي العروض الشعبية، فلكل منطقة في السعودية تراثها الغنائي الخاص، بدءاً من العرضة التي تتنوع بين عرضة الرياض وعرضة القصيم، وعرضة وادي الدواسر. إلا أن الأكثر طرباً، عرضة حائل التي لا تخطئها الأذن بنغمتها البطيئة، وتناغم الأصوات فيها.






يتزاحم الجمهور لمشاهدة أعضاء فرقة حائل للفنون الشعبية، وهم يتمايلون على أنغامها الشهيرة، وهم لا يبعدون كثيراً عن المكان الذي يرقص فيه فنانو الجنوب على أنغام تتميز هي الأخرى بتنوعها، ولكن لا فن هناك يرقى على "المعوشق"، ولا يستطيع منافسته سوى العروض الحجازية، التي يفصل بينها وبين عروض نجران، مسرح تم تخصيصه لفرقة فنون شعبية إماراتية، تقدم رقصة "اليولة".




وتشارك منطقة عسير بثلاث فرق شعبية، هي بللسمر والواديين وسيوف الجنوب، بأكثر من 150 عارضاً، ترافقهم كوكبة من شعراء المنطقة المميزين. وحرصت العائلات على توثيق تلك المشاهد، من خلال الاستعانة بالأجهزة الذكية، لتصوير ما تعرضه مناطق السعودية من رقصات شعبية، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعية.



ويؤكد المختص في الفنون الشعبية السعودية وخاصة الموجودة في المناطق الجنوبية محمد الغامدي، أن ما يميز الفنون الشعبية السعودية هو تنوعها، وتبيانها من منطقة لأخرى، ويقول لـ"العربي الجديد" "شهد مهرجان هذا العام، تميزًا في الفنون الشعبية وتطوراً كان محل جذب للزوار، وأسهم في ذلك، دمج التراث القديم والأصيل بالحاضر الجميل، من خلال العرض للحرف وأداء الألوان الشعبية جميعها، بفرق ذات أداء عالٍ، كان لها التميز في الأعوام السابقة".

ويؤكد الغامدي، أن أشهر العروضات في المنطقة الجنوبية، هي "الشهرية"، وهي عرضة رجال عسير، ولها طابع ولون وإيقاع مميز، كما لها ترتيبات جميلة، وهي تؤدى في الزواج أو في الختان أو في أي وقت تكون فيه مناسبة سارة للقبيلة، ويمكن أن تضم مراسمها من 60 إلى 300 رجل، يتقدمهم الكبار.

ويضيف "عادة ما تبدأ بالمدقال، وهي المسير في طابور شبه عسكري على إيقاع الطبل والزير خطوة خطوة إلى أعلى ثم إلى أسفل على باطن القدم والصدر والرأس مرفوع والبندق محمولة في اليد اليمنى أعلى من مستوى الرأس".

ويستعمل في هذا اللون، البنادق التراثية القديمة "مقاميع" و"فتايل"، ويشترك فيها عشرة رجال بترتيب ونسق واحد، وعندما يصلون إلى المكان المحدد لهم أمام الجمهور ينتظرون إشارة القدوة "قائد المجموعة".




أما الحدث الذي اجتذب كثيراً من الزوار، فكان السامري الحائلي الذي لا تخطئة الأذن، خاصة عندما يكون "هجيني"، وهو نوع من الفنون الشعبية ترتبط بالإبل والسفر على ظهورها، حينما كان المسافرون على الإبل يغنون قصائد الهجيني لتسلية أنفسهم وهي في الغالب تحكي معاناة المسافر والحزن الذي يعيشه، ونادراً ما كانت تتحدث عن الفرح.

وبحسب علي السويلم، يرتبط السامري الحائلي الثقيل باستحضار الجان، ويقول لـ"العربي الجديد" "يقوم هذا الفن على استخدام الطبول الكبيرة، بأسلوب بطيء مع تمايل، وهو أشبه بالزيران المشهور في بعض الدول العربية، ولكنه بأسلوب أكثر بطئاً".

 

دلالات
المساهمون