تستعيد العاصمة اللبنانية بيروت جزءاً من نشاطها الفني مع تنوع المعارض التي تستضيفها قاعات المدينة، وتتناول بمعظمها مواضيع حياتية تغذيها الأزمات اليومية للمواطنين واللاجئين.
ومع بقاء ندوب الحرب الأهلية على عدد من مباني العاصمة القديمة بعد أكثر من 26 عاما على انتهاء الحرب الأهلية كادت الجروح الباطونية أن تبرد وتتحول إلى روتين لا يلاحظه المارون في شوارع بيروت، لولا مبادرة المهندس جاد خوري لبث الحياة فيها. نقلت التجربة جاد من الجدران الصغيرة في فرن الشباك، إلى المباني الضخمة على التقاطعات الرئيسية في العاصمة.
تحول المبنى المهجور الماثل على تقاطع "الرينغ" قرب مدخل بيروت الشمالي من بناء باهت ومغبر إلى معرض فني حي لخوري. تدلى الشاب العشريني من سقف المبنى مستعينا بالحبال، وأعمل بخاخات الألوان التي تزنر بها على كل الفجوات التي أحدثتها الرصاصات والقذائف. اختفى القناصون الذين كانوا يتمركزن في هذا المبنى أيام الحرب، وبرزت الألون بدل فوهات بنادقهم. لم يستأذن خوري أياً من السلطات لبدء ورشته الغنية بالألون، "لأن من حاربوا وشوهوا ذاكرتنا الصورية التي نجمعها يومياً من المدينة لم يستأذنوا أحداً لفعل ذلك، فلماذا علي الاستئذان وأنا ألون ما هو باهت".
من هنا انطلق مشروع خوري "الحرب والسلم" الذي نقله من مبنى إلى آخر، ووصلت حباله وألوانه إلى مبنى فندق "هوليداي إن" الشهير في ذاكرة الحرب الأهلية، والذي حولته المليشيات من عنوان فندق إلى اسم معركة مارس فيها المتقاتلون أقسى الممارسات الداعشية قبل تأسيس التنظيم حتى! وأيضاً هناك اختفى القناصون الذين تم رميهم من سطح المبنى، وتدلى جاد على الحبال لتلوين ذاكرة المدينة. لم يُعجب الأمر سكان المنطقة بمحو الطلاء أعماله الفنية، وبقيت التجربة التي غذت مشروع معرضه.
يشكل المعرض الحالي الذي يستضيف جاد فيه الجمهور ضمن فعاليات مهرجان البستان الدولي للموسيقى، مرحلة انتقالية بين حبه الفطري للفن وبين نقله إلى جردان بيروت ومبانيها. وقد استقال من وظيفته الثابتة كمهندس معماري وتفرغ لتحضير الأعمال التي ستُعرض. وهي منوعة بين 3 أشكال: "مجموعة صور وفيديوهات لعملية طلاء البنايات في بيروت، وعرض لقطع من الجرارات الحديدية للأبنية المُخترقة بالرصاص، ولوحات فنية رسمها جاد بنفس تقنية دودل التي استخدمها على المباني". واستبدل خوري الجرارات التي نقلها من المباني بأخرى جديدة بناء على طلب بعض المالكين، وذلك تأكيداً منه على عدم تعارض فن الشارع من احترام الملكيات الخاصة والعامة، وكسرا للاعتقاد السائد بأن فنون الشارع هي "تشويه للمشهد العام".
وبعد نقل الشارع إلى جدران المعرض، يأمل خوري أن "يُحول العرض ندوب الحرب إلى ذاكرة إيجابية ملونة في شوارع بيروت". كما يقول إن "الألوان تسلط الضوء على مُختلف أوجه مآسي الحرب المستمرة من ضعف خدمات الدولة وانتشار مشاهد الفقر والعوز بين المقيمين في لبنان".
اقــرأ أيضاً
تحول المبنى المهجور الماثل على تقاطع "الرينغ" قرب مدخل بيروت الشمالي من بناء باهت ومغبر إلى معرض فني حي لخوري. تدلى الشاب العشريني من سقف المبنى مستعينا بالحبال، وأعمل بخاخات الألوان التي تزنر بها على كل الفجوات التي أحدثتها الرصاصات والقذائف. اختفى القناصون الذين كانوا يتمركزن في هذا المبنى أيام الحرب، وبرزت الألون بدل فوهات بنادقهم. لم يستأذن خوري أياً من السلطات لبدء ورشته الغنية بالألون، "لأن من حاربوا وشوهوا ذاكرتنا الصورية التي نجمعها يومياً من المدينة لم يستأذنوا أحداً لفعل ذلك، فلماذا علي الاستئذان وأنا ألون ما هو باهت".
من هنا انطلق مشروع خوري "الحرب والسلم" الذي نقله من مبنى إلى آخر، ووصلت حباله وألوانه إلى مبنى فندق "هوليداي إن" الشهير في ذاكرة الحرب الأهلية، والذي حولته المليشيات من عنوان فندق إلى اسم معركة مارس فيها المتقاتلون أقسى الممارسات الداعشية قبل تأسيس التنظيم حتى! وأيضاً هناك اختفى القناصون الذين تم رميهم من سطح المبنى، وتدلى جاد على الحبال لتلوين ذاكرة المدينة. لم يُعجب الأمر سكان المنطقة بمحو الطلاء أعماله الفنية، وبقيت التجربة التي غذت مشروع معرضه.
يشكل المعرض الحالي الذي يستضيف جاد فيه الجمهور ضمن فعاليات مهرجان البستان الدولي للموسيقى، مرحلة انتقالية بين حبه الفطري للفن وبين نقله إلى جردان بيروت ومبانيها. وقد استقال من وظيفته الثابتة كمهندس معماري وتفرغ لتحضير الأعمال التي ستُعرض. وهي منوعة بين 3 أشكال: "مجموعة صور وفيديوهات لعملية طلاء البنايات في بيروت، وعرض لقطع من الجرارات الحديدية للأبنية المُخترقة بالرصاص، ولوحات فنية رسمها جاد بنفس تقنية دودل التي استخدمها على المباني". واستبدل خوري الجرارات التي نقلها من المباني بأخرى جديدة بناء على طلب بعض المالكين، وذلك تأكيداً منه على عدم تعارض فن الشارع من احترام الملكيات الخاصة والعامة، وكسرا للاعتقاد السائد بأن فنون الشارع هي "تشويه للمشهد العام".
وبعد نقل الشارع إلى جدران المعرض، يأمل خوري أن "يُحول العرض ندوب الحرب إلى ذاكرة إيجابية ملونة في شوارع بيروت". كما يقول إن "الألوان تسلط الضوء على مُختلف أوجه مآسي الحرب المستمرة من ضعف خدمات الدولة وانتشار مشاهد الفقر والعوز بين المقيمين في لبنان".