"أثر الأزمات والكوارث في الحياة العامة بالمشرق: قراءة في رحلتي ابن يونة وابن بطوطة" عنوان المحاضرة التي يلقيها الباحث والأكاديمي الكويتي نواف عبد العزيز الجحمة عند السابعة من مساء اليوم الإثنين في "دار الآثار الإسلامية" في الكويت.
أصدر المحاضر ورقة بحثية في الموضوع نفسه العام الماضي ولديه العديد من الدراسات السابقة، من أبرزها كتاب "رحالة الغرب الاسلامي وصورة المشرق العربي من القرن السادس حتى الثامن الهجري".
يتناول الجحمة تلك المرحلة التي شهد خلالها المشرق العربي أزمات عديدة، أدت الى سلسلة من التحولات الكبرى في مساره التاريخي، محاولاً تسليط الضوء على مراحل صعبة عاشها هذا الفضاء الجغرافي إبان تعرضه إلى تلك الأحداث والتي يمثّل احتلال بغداد على يد المغول عام 1258 ميلادية أهمها على الإطلاق.
يشير الباحث إلى أن ما يميز ابن بطوطة واين يونة في نظرتهما لبعض المدن التي زاراها، أنهما لم يقفا عند العمران، وإنما حاولا أن يرصدا ومن خلالها طبيعة النسيج الاجتماعي السائد فيها، إلى جانب الكشف عن نظامها الفكري والاقتصادي وأنماط سلوكها وعاداتها، وحضارتها.
يصعب الفصل بين ما هو سياسي واجتماعي في ما كتبه الرحالتان، وفق الجحمة، حيث الحديث عن السياسة كان منصباً على السلاطين وأعمالهم، إلى جانب تناوله للحياة الاقتصادية في قطاعاتها المتعددة مثل الزراعة والصناعة والتجارة.
يوضح صاحب كتاب "الحياة العلمية في الحضارة الإسلامية خلال العصر الوسيط" في مقابلة صحافية سابقة إلى أنه "آن الآوان ليخرج أدب الأدب ويكوّن منهجاً وفناً أصيلاً يلحق بكل المناهج التي تتكلم عن التدوين التاريخي، يما قدّمه من أخبار وتأويلات حول ظهور دعوات وقيام دول وانهيار أخرى وحدوث كوارث اقتصادية".
ويلفت إلى أن "الرحالة المغاربة صوّروا انهيار الدولة المملوكية وقيام الدولة العثمانية، وتحدثوا بعدها عن الحملة الفرنسية على مصر وكيف كان للمغاربة دورٌ في الجهاد ضد الفرنسيين، مثلما كان لهم دورٌ من قبل في الحروب الصليبية".