الرئيس الإيراني يتحدث عن "خيار وحيد" أمام واشنطن... فما هو؟

29 يوليو 2020
روحاني: الضغوط نابعة من فشل سياسات أميركا (كينا بيتانكور/فرانس برس)
+ الخط -

في وقت زادت فيه واشنطن من حدّة المواجهة والتصعيد مع طهران، وأصبحت تمارس ضغوطا أمنية وعسكرية لافتة في إطار استراتيجية "الضغوط القصوى"، كان آخرها التحرش بطائرة مدنية إيرانية في أجواء سورية، الخميس الماضي، إلا أن إيران، في المقابل، تستخف بهذه الضغوط، معتبرة أنها "نابعة من فشل سياساتها"، وتهدف إلى جرها إلى مربع "رد فعل أمني"، لكنها، في الوقت ذاته، تطلق تهديدات بـ"رد مماثل وحازم".

وفي السياق، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، إلى حادث تحرش مقاتلات أميركية بطائرة ركاب إيرانية، في أجواء سورية، واصفا العملية بأنها "إرهاب جوي"، داعيا منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" ومجلس الأمن الدولي ودول العالم إلى "مواجهة هذا التصرف الإرهابي الأميركي".

وأكد روحاني، خلال اجتماع مجلس الوزراء الإيراني، وفقا لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أن ما وصفه بـ"الشيطنة الأميركية"، في إشارة إلى حادث الطائرة، "مؤشر على فشل السياسات الأميركية المعادية لإيران"، ومشددا على أن "الخيار الوحيد أمام أميركا ولا خيار آخر غيره هو تنفيذ القانون والاتفاق والمقررات، وتعويض الشعب الإيراني عن الخسائر"، في إشارة غير مباشرة إلى انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018، وفرضها العقوبات الشديدة على طهران، والتي وضعتها أمام أزمة اقتصادية.

وعلق الرئيس الإيراني على الحراك الأميركي لتمرير قرار بمجلس الأمن لتمديد حظر الأسلحة على إيران، معتبرا أن هذا الحراك "لم يسجل أي نجاح حتى اليوم"، ومتوعدا في الوقت عينه بـ"رد حازم إن نجحوا".

وبموجب القرار الـ2231 الصادر في مجلس الأمن، يوم 20 يوليو/تموز عام 2015، بعد نحو أسبوع من التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية الدولية، فإن حظر الأسلحة على إيران سينتهي خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لذلك كثفت الإدارة الأميركية في الآونة الأخيرة جهودها التي يقودها وزير الخارجية مايك بومبيو، لمنع رفع هذا الحظر، داعية الأطراف الأوروبية والصين وروسيا إلى تمديد فترته.

واعتبر روحاني أن "تدمير الاقتصاد الإيراني وانهياره كان أول خطة للعدو خلال السنوات الماضية"، مضيفا: "عشنا عامين وثلاثة أشهر صعبة، لكننا أدرنا النظام والاقتصاد وحياة الناس بشكل جيد والسلع الأساسية متوفرة بكثافة".

وأكد أن "الحرب الاقتصادية الأميركية والعقوبات الظالمة" أحدثت لبلاده "مشاكل سنواجهها بتكاتف، وجزء منها يمكن حلها".

من جهته، علّق رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، على حادث التحرش بالطائرة الإيرانية، على هامش اجتماع الحكومة، معتبرا أنه "كان عملا سخيفا ومتعارضا مع المقررات الدولية".

وأضاف أن "الهدف الأميركي من اعتراض طائرة ماهان كان جر إيران إلى رد فعل أمني يقلق الإيرانيين"، معتبرا أن بلاده "تصرفت بذكاء" في مواجهة الحادث، وقائلا إن الخارجية الإيرانية واجهته قانونيا وسياسيا في الأمم المتحدة. واعتبر واعظي أن واشنطن "قد فشلت في تحقيق أهدافها التي تابعتها من خلال العقوبات والحرب الاقتصادية والحرب النفسية خلال العامين الأخيرين".

وفي وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، اعترضت مقاتلتان أميركيتان طائرة ركاب إيرانية تابعة لشركة "ماهان" في الأجواء السورية، ما اضطر الطيار للانخفاض الحاد الذي أدى إلى إصابة عدد من الركاب. والجيش الأميركي من جهته قد علّق، فجر الجمعة، على الحادث، إذ قالت القيادة الوسطى الأميركية، إن الاقتراب من الطائرة الإيرانية في الأجواء السورية، في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، جاء لضمان أمن قوات التحالف الدولي بقاعدة "التنف" في سورية.​ 

المساهمون