الديوانية.. شاهدة على تحولات المعمار والثقافة

10 ديسمبر 2018
ديوانية كويتية
+ الخط -
تنظّم "دار الآثار الإسلامية" في الكويت مساء غد، محاضرة يلقيها المعماري الكويتي بشار السالم حول عمارة الديوانية وحضورها في الذاكرة الكويتية وعلاقتها بالتراث المعماري الكويتي والتاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي، إذ تعد الديوانية مكاناً تكاد تنفرد فيه الثقافة الكويتية الشعبية عن باقي المنطقة.

وبحسب المؤرخين فإن البحر كان السبب الأساسي وراء نشوء الديوانية، وهي مكان اجتماع والتئام الأصدقاء والغواصين وعمال السفن الشراعية والصيادين، والتي لم تكن مجرد مكان للمؤانسة والسهر وتبادل الحكايات وأطراف الحديث، بل أيضاً مخزناً لمواد الصيد.

مع انتقال الديوانية من أن تكون قريبة من الشاطئ، لتصبح في قلب الأحياء والسوق المدينة، أصبحت في وقت ما المحرك الرئيسي والمؤشر القياسي لكثير من القرارات في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأدبية في البلاد.

بعد أن كانت مساحة مرفقة بأماكن العمل عادة من محلات ومتاجر ومقاه، أصبح المقتدرون يخصصون غرفة في بيتهم أو يبنون واحدة يخصّصونها للديوانية، أي أنها تحوّلت ليس فقط من حيث الوظيفة بل من حيث الطبقة أيضاً.

طريقة تأثيث الديوانية كانت تقتضي أن تلبي وظائفها التي تعددت، فهي مكان للسهر، وقد تكون ملجأ لمسافر بحاجة إلى ملاذ يقضي فيه ليلته، لذلك كانت مؤثثة من الدخل ومن الخارج، حيث يضع صاحبها المقاعد لراحة العابرين.

مع الوقت اكتسبت الديوانية وظائف أخرى، فتأسست ديوانيات دينية، اشتهر منها ديوانية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي التي كان يتحدث فيها ويحضرها الشيخ ياسين الطبطبائي وآخرين، وأسسوا من خلالها المدرسة المباركية في عام 1911.

أما الديوانية السياسية، فظهرت عام 1921 مع تأسيس المجلس التشريعي الأول ووصلت عصرها الذهبي في النشاط السياسي في الستينيات، وفي الوقت نفسه تحوّلت عمارتها من غرفة إلى فناء كبير أو مبنى خاص بحسب قدرة صاحبها.

بالنسبة إلى مراحل الديوانية التاريخية، فيصنفها أستاذ علم الاجتماع يعقوب الكندري بثلاث مراحل أساسية تمثلت الأولى في مرحلة قبل ظهور النفط، والثانية بعد الانتعاش الاقتصادي والتطوّر العمراني والاجتماعي، والثالثة بعد اجتياح العراق للكويت في التسعينيات.

المساهمون