وفي هذا السياق، قال النائب عن تحالف القوى العراقيّة، محمد الكربولي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجغرافيا الطائفيّة لا زالت تتحكم بتوجهات الحكومة في كافة الميادين، ومنها العسكريّة"، مشيرا إلى أنّه "على الرغم من أنّ مناطق الأنبار سقطت 70 بالمائة منها، وتتعرض لضغوط وجرائم كبيرة من قبل "داعش" أكثر من غيرها من المحافظات، نرى اتجاه الحكومة بدأ نحو تكريت قبل الأنبار، بسبب الجغرافيا الطائفيّة بالتعامل الميداني".
اقرأ أيضا: شعارات فارسية وحرق منازل في تكريت
وأضاف أنّ "التحركات الطائفيّة لم تكن في الأنبار فقط، بل هي واضحة في ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر وغيرها، والتي شهدت تغييرا ديموغرافيا، ما زال مستمرا حتى اليوم".
من جهته، رأى الخبير الأمني واثق العبيدي أنّ "القوات المسلّحة العراقيّة يجب أن تضع استراتيجية ميدانية واضحة في التعامل مع الملف الأمني، ويجب أن تبنى هذه الاستراتيجيّة وفقا لمعطيات الواقع، لا بناءً على دوافع ثانويّة".
وأوضح العبيدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، "أنّ الجغرافيا العسكرية، تشير إلى أنّ خطوط إمداد وانسحاب تنظيم داعش ما زالت مفتوحة حتى الآن، وأن الأنبار الحدوديّة مع سوريّة تشكل خط إمداد رئيسيا له، كذا الموصل"، مشيرا إلى أنّه "كان من المفترض أن يكون الهجوم على الموصل أو الأنبار، وليس صلاح الدين، التي تعتمد على المحافظتين في إمداداتها، وبما أنّ وضع الموصل مختلف، فكان الهجوم يجب أن يكون على الأنبار أولا".
وأضاف "لو كانت خطوط الإمداد قطعت في الأنبار، لكان داعش أجبر على الانسحاب من تكريت بلا قتال، فلن يستطيع الصمود بخط إمداد واحد وهو الموصل، وفي حال قطع، فإنّه سيخنق في زاوية ضيقة جدا".
وأشار إلى أنّ "الاستراتيجيّة العسكريّة الميدانية تقلل حجم الخسائر بشكل كبير، لكن تحركات الحكومة غير المدروسة بشكل جيد تكلف البلاد الكثير من الخسائر الماديّة والبشريّة".
اقرأ أيضا: رسائل تكريت: الحسم الأميركي يكرّس عجز إيران