الدولار ومافيا الدواء يحاصران مرضى الكبد بالإسكندرية

تسود حالة من الاستياء بين مرضى الكبد، بمحافظة الإسكندرية شمال مصر، من استمرار أزمة نقص عقار السوفالدي المستورد لمكافحة الفيروسات الكبدية، ما قد يتسبب في انتكاسة للمرض. فيما حذرت نقابة الصيادلة بالإسكندرية من مافيا الأدوية التي تستغل حاجة المرضى للدواء.

واشتكى عدد كبير من المواطنين الذين تجمهروا أمام مراكز علاج الفيروسات الكبدية بالمحافظة، من سوء المعاملة والإهمال بعد تأخر صرف العلاج. وقال محمد سعيد أحد المرضى إنه تقدم للحصول على عقار سوفالدي بعد أن قام بإجراء أكثر من تحليل وأشعة، إلا أنه في الزيارة الأخيرة لم يحصل على العقار، ويخشى حدوث مضاعفات في حالة استمرار تأخر صرف العلاج.

وأشار إلى أنه يحرص على الحصول على العقار الجديد من المراكز الحكومية، بعد انتشار شائعات بتسرب بعض الأدوية المغشوشة والمزورة إلى السوق المصري، الذي يعاني من غياب الرقابة الحكومية.

وأرجع الدكتور يوسف بدير، الأمين العام لنقابة الصيادلة بالإسكندرية، نقص عقار سوفالدي المستورد، الذي يعالج مرضى التهاب الكبد الوبائي، لعدة أسباب منها عدم تحويل الدولارات للبنوك في الخارج لشراء العقار، وتلاعب بعض شركات تصنيع المنتج أو البديل المصري، التي تسعى لتأخير الدواء المستورد، حتى تروّج منتجاتها وتبيعها بأسعار مرتفعة.

اقرأ أيضاً: لقاح رخيص وآمن وفاعل للوقاية من فيروس الكبد "سي"

وشدد على ضرورة تناول المرضى للعقار فترة العلاج دون انقطاع، منعاً لانتكاسة المريض، إلى جانب ضرورة وجود خطة للوقاية والحد من انتشار المرض، بعد أن تركتهم الدولة لعقود طويلة ينهش المرض في صحتهم.

وكشفت مصادر بمديرية الصحة بالإسكندرية أن نقص الكميات المطلوبة من العقار سببه تأخر توريد الشركة الأميركية للكميات المطلوبة، وفق المواعيد المحددة، نتيجة أزمة نقص الدولار، وعدم موافقة البنك المركزي على تحويل المبالغ المطلوبة بالعملة الصعبة للشركة الأميركية المنتجة للعقار حتى الآن.

وأشارت المصادر -التي رفضت ذكر اسمها- إلى أن مرضى فيروس "سي" ممن يتلقون العلاج بعقار سوفالدي الأميركي لم يتأثروا بما حدث حتى الآن، لأن كميات الأدوية الخاصة بهم متواجدة، محذراً في الوقت نفسه من تفاقم المشكلة نتيجة تأخر وصول الجرعات أكثر من ذلك في ظل عدم وجود احتياطٍ كافٍ لفترة طويلة.

اقرأ أيضاً: الصحة العالمية: مصر الأولى في الإصابة بفيروسات الكبد