الدوحة للدراسات العليا يعلن المقبولين أواخر مايو

24 مايو 2015
د.هند المفتاح نائبة رئيس معهد الدوحة للدراسات (العربي الجديد)
+ الخط -
في عامه الدراسي الأول 2015- 2016 شهد معهد الدوحة للدراسات العليا إقبالاً كبيراً من قبل الطلبة والدارسين العرب ولاسيما القطريين الراغبين في الالتحاق في برنامجي الماجستير والدكتوراه في حقول العلوم الاجتماعية والإدارية، وذلك بحسب ما صرحت به نائبة رئيس المعهد للشؤون الإدارية والمالية د.هند المفتاح، إذ أعربت عن سعادتها إزاء نسبة الإقبال العالية للالتحاق في برامج الدراسات العليا.
وأكدت د.هند المفتاح أن المعهد سيعلن رسمياً عن أسماء المقبولين في غضون الأسبوع الأخير من الشهر الجاري إثر انتهاء لجنة القبول من فرز الطلبات وتقييم ملفات الطلبة ومقابلتهم.

العربية أساس القبول
وعن معايير القبول، أفادت الدكتورة هند بأن المعهد يسعى إلى استقطاب أجود الطلبة وأكثرهم تميّزاً في الجامعات العربية، لذا وضع القائمون شروطاً تتمثل في حصول الطالب على درجة البكالوريوس بتقدير جيد جداً وما فوق، وحصوله على شهادة تثبت كفاءته باللغة الإنجليزية أي شهادة التوفل أو الأيلتس. كما يطلب من الطالب تقديم ورقة من 700 إلى 1000 كلمة يشرح فيها أسباب اختياره لتخصص ما. هذا بالإضافة إلى الأبحاث التي سبق له إنجازها أو نشرها. وتقوم لجنة القبول المُشكلة من أساتذة المعهد بتقييم ما تقدم به الطالب من وثائق، وتتم مقابلة المختارين منهم من أجل تعميق النقاش معهم في قضايا متخصصة.
كما أوضحت أنه في إطار تحقيق الأهداف المركزية لمعهد الدوحة والتي من بينها إعادة إحياء اللغة العربية كأداة للبحث العلمي، ولغةً رسمية في الخطاب العام ولغةً أساسية للتعليم والبحث، فإن اللغة العربية هي لغة الدراسة الرئيسية بالمعهد، الأمر الذي يتطلب بدوره كفاءة اللغة العربية عند الطلبة الدارسين في المعهد، ولكن هذا الأمر لا يشترط بالضرورة أو يقترن بقبول جنسيات معينة بقدر ما يقترن بكفاءة اللغة نفسها لدى الطالب، ومن المتوقع أن يكون الطلاب متمكّنين من علم الصرف والنحو وقادرين على فهم النصوص الكلاسيكية.
وعلى هذا فسيقدم المعهد برنامج الماجستير باللغة العربية حتى وإن تم تطعيم بعض المقررات باللغة الأجنبية حسب الحاجة، هذه الميزة اعتبرها رد اعتبار اللغة العربية التي همشت خلال العقود الأخيرة مع عولمة التعليم وغربنته، وتعتبر هذه مبادرة جيدة للبدء في إثراء المحتوى العربي من ناحية، وإثراء البحث الأكاديمي والبحث العلمي بشكل عام بلغتنا الأصلية، وهذا لا يعني استثناء اللغات الحية الأخرى، فاللغة الإنجليزية في معهد الدوحة، لغة مرافقة للغة العربية في التعلّم والبحث العلمي. والقبول مشروط بالقدرة على فهم المصادر باللغتين الإنجليزية والعربية.
وبحسب خطة المعهد وتوجهاته الاستراتيجية، قالت الدكتوة هند أنه من المتوقع البدء في طرح برنامج الدكتوراه بعد مضي سنتين على برنامج الماجستير وفي مجالات ذات صلة ببرامج المعهد الحالية.

تجهيزات المعهد
ينقسم حرم معهد الدوحة إلى أربعة أقسام، لكلٍّ منها طابعه المميّز، ووظيفته الخاصة وتم تجهيزه بالكامل بكل الوسائل التكنولوجية الحديثة. ويضمّ الحرم كلّيتَيْ الدراسات العليا (كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية)، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومقرّ معجم الدوحة، ومكتبةً واسعة، فضلاً عن مكاتب الطاقم الأكاديمي والإداري.
وأوضحت د.هند أن عدد ساعات الدراسة 30 ساعة في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية و36 ساعة في كلية الادارة العامة واقتصاديات التنمية.
كما سيزوّد الحرم بعيادة صحية للاستجابة لأي احتياجات طبية فورية، ولتوفير الخدمات للزوار المقيمين في دار الضيافة التي ستضم 30 جناحاًُ للضيوف، وصالة جلوس، ومركزاً تجاريّاً للخدمات المكتبية، ومطبخاً متخصّصاً، وصالة طعام، فضلاً عن منشأة رعاية للأطفال بجوار العيادة الصحية، مزودة بصالة ألعاب في الداخل والخارج، لاستضافة أطفال أعضاء هيئة التدريس والموظفين. كما سيضمّ حرم المعهد مركزاً للياقة البدنية، يشمل معدّات لتمارين القلب والأوزان. ومن المقرّر أن يضمّ حمام سباحة داخليّاً وخارجياً، وملاعب سكواش وتنس.
وعن الكوادر الأكاديمية التي سيتم الاستعانة بها، أكدت د.هند أنه طاقم الهيئة التدريسية في المعهد سيضم نخبة متميزة من الكادر التدريسي الأكاديمي والبحثي المتميز والذي تمكن المعهد من استقطابهم من أفضل الجامعات العالمية كُلّ في تخصصه الأكاديمي وبناء على إنجازاتهم البحثية، واستطردت قائلة "من المتوقع انضمام حوالى 54 عضو هيئة تدريس للمعهد في سبتمبر/أيلول 2015".
كما أعربت عن أملها في أن يكون لمعهد الدوحة مساهمة فعالة في التوصل إلى تطوير اقتصاد مبني على المعرفة من الممكن الاعتماد عليه من خلال كونه ليس صرحاً أكاديميّاً فقط وإنما ورشة تعليمية وبحثيّة يأمل أن تكون علامة فارقة في مستوى التعليم الجامعي العالي القائم على البحث في المنطقة.

العمل الجاد
جدير بالذكر أن معهد الدوحة للدراسات العليا هو مؤسسة خاصة غير ربحية تعمل حصرياً لتحقيق غايات تعليمية وبحثيّة وخدمة المجتمع، يأتي إنشاؤه استجابة لتطلعات رؤية قطر الوطنية 2030 الرامية إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وتأمين العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل. ذلك إن تحقيق هذه الغاية يرتكز أساساً على تنمية رأس المال البشري الوطني.

وقد بدأ التحضير لمشروع المعهد في أواخر عام 2011، انطلاقًا من إدراك المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الحاجة الملحّة إلى إعداد جيلٍ جديد من الشباب العربي المتنوّر من باحثين ومفكّرين نقديين وقادة مستقبليين في مختلف المجالات المقترحة، فضلًا عن موظفين حكوميين مهنيّين يتمتعون بتفكير تقدمي، يخدمون قَطَر والمنطقة العربية. ويضم المعهد كليتين رئيستين هما: كلية العلوم الاجتماعية والانسانية وتقدم برامج الماجستير في العلوم الاجتماعية والانسانية، الفلسفة، التاريخ، الدراسات المعجمية، الأدب المقارن العلوم السياسية، والدراسات الاعلامية. وكلية الادارة العامة واقتصاديات التنمية والتي تقدم برنامجي الادارة العامة واقتصاديات التنمية، علاوة على برامج التعليم والتدريب التنفيذي. أما بالنسبة لعدد سنوات الدراسة فهي لمدة سنتان. 

وسيقوم معهد الدوحة بعملية دمج التعليمَ والتعلّمَ بالبحث العلمي، فيجمع بين مقاربة شاملة عابرة للتخصّصات ومعرفة معمّقة بالاختصاص المحدّد. والمعهد ملتزم بتوفير بيئة بحثية مستقلة فكريًا تدعم الباحثين الناشطين من خلال البنية التحتية والخدمات الملائمة، بما فيها مكتبة واسعة تمكّن الباحثين والباحثات من الوصول إلى شبكات بحثية عالمية، فردية ومؤسسية. ويؤمن المعهد نظامًا متطوّرًا للمنح البحثية، والتمويل والمساعدات المالية للطلاب والطالبات.

يتألف معهد الدوحة من مكونين رئيسيين مترابطين فيما بينها: كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، وكلية الإدارة العامة والسياسات.  ستتفاعل هذه الكليات مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومشروع المعجم الدوحة التاريخي للغة العربية. ما يمكّن الطلاب من الاستفادة من في تبادل الموارد والموظفين بين مختلف البرامج الأكاديمية والبحثية التي تقدّمها هذه الأقسام والمركز.

المساهمون