ما إن يبدأ فصل الربيع في الدول الاسكندنافية، وخصوصاً في الدنمارك، حتى تكثر تحذيرات الأطباء من خطورة التعرض لأشعة الشمس. وعادة ما ترتبط التحذيرات بتضاعف أعداد المصابين بسرطان الجلد. وتقول أرقام رسمية في كوبنهاغن إن نسبة الإصابة تعد مرتفعة بالمقارنة مع الدول المجاورة. ويحتل مرض سرطان الجلد مرتبة متقدمة من بين أمراض أخرى تصيب الشباب بشكل خاص.
وتجدر الإشارة إلى أن الشمس ليست المصدر الوحيد للإصابة بسرطان الجلد. ومع بدء فصل الربيع، يتجه كثير من الشباب إلى "السولاريوم" لتسمير بشرتهم. وتشير الأرقام إلى أن نحو 25 في المائة من مستخدمي "السولاريوم" تتراوح أعمارهم ما بين 16 و24 عاماً. وفي حين يحذّر الأطباء من التعرض لهذه الأشعة، تُغري الإعلانات المراهقين بلون بشرة أجمل مع قدوم فصلي الربيع والصيف.
وتحذّر منظمات مكافحة السرطان من أن التعرض لهذه الأشعة يزيد من احتمال الإصابة بالمرض بنسبة 60 في المائة، وخصوصاً لدى الشباب ما دون الـ 35 عاماً. ولأن حالات الإصابة تصل سنوياً إلى 14600 حالة في الدنمارك، تبقى للتحذيرات أهميتها خلال فصلي الربيع والصيف. ودائماً ما تلفت مديريات الصحة إلى أن سرطان الجلد قد يؤدي إلى الوفاة. وتجدر الإشارة إلى أنه ينجو من سرطان الجلد نحو 80 في المائة من الذين تكشف إصابتهم في وقت مبكر.
ويعزو أطباء الجلد كثرة إصابة المواطنين بسرطان الجلد إلى "حساسية شعوب الشمال من جهة، وتعرضهم لأشعة الشمس لساعات طويلة من جهة أخرى". في المقابل، لا يأبه هؤلاء الشباب للتحذيرات.
وكتبت بعض الصحف المحلية، خلال تحذيرها المواطنين من التعرض للشمس، قصة كريستينا كراو (25 عاماً)، التي أصيبت قبل خمس سنوات بسرطان الجلد، وقد اضطرت إلى إجراء تسع عمليات جراحية. تعيش اليوم كابوس الفحص الدوري في قسم الأمراض السرطانية. تقول إنه في كل مرة تجري فيها فحوصات، تشعر بخوف يمتد لأيام (خلال انتظار نتائج الفحوصات) من عودة المرض. اليوم، لم تعد كراو تتعرض للشمس على الإطلاق.
من جهتها، أصيبت مايا وادوم (32 عاماً) بسرطان الجلد حين كانت في الرابعة والعشرين من عمرها. لم تعتد الوقاية من الشمس، إلى أن أصيبت بالمرض. في السياق، تقول الطبيبة في مؤسسة "مكافحة السرطان" ايبن هولتن إنه: "يظهر لدى البعض شامة صغيرة يمكن أن تتطور سريعاً إلى ورم خبيث. وهنا تأتي ضرورة مراجعة الأطباء على الفور".