ثلاثة أشهر مرّت على الاعتداء الدامي على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسيّة الساخرة. كُلّ الأضواء التي حازتها الصحيفة بعد الاعتداء هذا، خفتت، لتبدأ التحليلات والانتقادات لأداء "شارلي" والإعلام. وقد تضمنت مجلة "ميديوم" الفصلية المتخصصة في الميديا، في عددها الرابع والثلاثين، 25 مقالة ومساهمة، تتطرق للاعتداء الذي ضرب "شارلي إيبدو"، ومن زوايا مختلفة، وفق ثلاثة محاور: تحليل للحظة أخُوَّة، تقنيات السخرية و أخيرا، دروس جمهورية.
وجاء في تصدير العدد: "تهدف الميديولوجيا (علم الميديا) إلى دراسة الفعالية الرمزية مع التعديلات التي يُسببها لها كلُّ تغيير للوَسَط التقني". وسألت "كيف ولماذا ولّدت حركات قلم رصاص طلقات نارية، ثم تظاهرة ضخمة؟ كيف استطاع انفعالٌ تمّ تقاسُمه على مرأى شاشاتنا أن يحرك شعورا حقيقيا بالانتماء؟ وكيف يمكن لتَواجُد الحضور الكلي أن يسبّب، لدى قطاع عريض من الناس، مثلَ هذا التصدع الجيو-سياسي؟".
افتتح مؤسس ومدير المجلة ريجيس دوبريه العدد بمقال "توضيحي"، وكتب: "بعد 11 سبتمبر 2001 عمل ديمقراطيو أميركا الشمالية على التكاثف عبر ملء المَعابد والكنائس أو عبر صلوات جماعية في الشوارع، أي من خلال العودة إلى الأصل الثيولوجي لشعب مختار من "مصير معلن". أما الجمهوريون الفرنسيون فأخرجوا فولتير والباستيل واستجمعوا قِواهم عند قدمي تمثال الجمهورية، والحرية والمساواة والأخوة، أي العودة إلى المصادر الأيديولوجية لشعب انقطع عن الله بقطع رأس الملك. كل واحد وفق قدراته ومرتكزاته".
[إقرأ أيضاً: مشروع الرقابة الفرنسي: انتبه... "الأخ الأكبر" يراقب حاسوبك!]
وفي مقال بعنوان: "بلاغة الإجماعية"، يحاول الأكاديمي بيير دْهُوي أن يحلل ما قيل إنها "إجماعيّة"، ويرى أنه بمجرد ما تكون قائمة حتى يقوم التحليل بتكذيبها وتدميرها. وانطلق من الواجهة الإعلانية لمعهد العالم العربي في باريس، التي أظهرت بحروف حمراء شعار: "كلنا شارلي"، وكانت مبادرة من الفنان التونسي الفرنسي مهدي بن شيخ، ووافق عليها رئيس المعهد جاك لانغ على الفور. وبرأيه، توحي وكأنها "خطابٌ من 22 دولة عربية". ويضيف: "لكن هذا الخطاب يتعارض بعض الشيء، مع ما صرح به جاك لانغ، من أن "كل الدول، في مجموعها، تتبعني. كلها ضد الإسلامويين". ويقول: "يوجد غموض في جملة "في مجموعها"... كان من الأدقّ، أن توضع على الواجهة: "كلنا، في مجموعنا، شارلي"... إذا "الإجماعيّة هشّةٌ".
أما الفيلسوفة والمتخصصة في الأيقونات والعلاقة مع الصورة ماري جوزي موندزين، فتقول فيه حوار معها: "تحولت "أنا شارلي"، بسرعة، إلى صورة، وهذه الصورة تحولت إلى موضوع ثقافي: صورة إجماع يخفي تناقضات داخلية تسكن مثل هذا التجمع. لا أصفها بالوهمية: فالصورةُ ليست صحيحة ولا مغلوطة. صحيح، لقد حضر أربعة ملايين ولكن لم يكونوا جميعا متفقين". ورأت أن الصور التي كانت تمر ولا تتوقف تكشف أن "تنظيم داعش وأتباعه تغذوا بألعاب الفيديو، التي أصبحت قاموسهم السينوغرافي. بل وأصبحوا يتقنونها أحيانا بشكل يفوق بعض مخرجي التلفزيون الفرنسيين، بل حتى هوليوود، خصوصا حين يتعلق الأمر بالإيقاع والمونتاج والمقاطع والكليبات... لقد حدث هذا أثناء 11 سبتمبر 2001: "هل تتغذون من الصُوَر؟ نحن قادرون على إشباعكم، بشكل يفوق انتظاراتكم، نحن أفضل تلاميذ سي إن إن".
[إقرأ ايضاً: مغني الراب "بوبا" ينتقد "شارلي إيبدو"... فيحاكم]
وجاء في تصدير العدد: "تهدف الميديولوجيا (علم الميديا) إلى دراسة الفعالية الرمزية مع التعديلات التي يُسببها لها كلُّ تغيير للوَسَط التقني". وسألت "كيف ولماذا ولّدت حركات قلم رصاص طلقات نارية، ثم تظاهرة ضخمة؟ كيف استطاع انفعالٌ تمّ تقاسُمه على مرأى شاشاتنا أن يحرك شعورا حقيقيا بالانتماء؟ وكيف يمكن لتَواجُد الحضور الكلي أن يسبّب، لدى قطاع عريض من الناس، مثلَ هذا التصدع الجيو-سياسي؟".
افتتح مؤسس ومدير المجلة ريجيس دوبريه العدد بمقال "توضيحي"، وكتب: "بعد 11 سبتمبر 2001 عمل ديمقراطيو أميركا الشمالية على التكاثف عبر ملء المَعابد والكنائس أو عبر صلوات جماعية في الشوارع، أي من خلال العودة إلى الأصل الثيولوجي لشعب مختار من "مصير معلن". أما الجمهوريون الفرنسيون فأخرجوا فولتير والباستيل واستجمعوا قِواهم عند قدمي تمثال الجمهورية، والحرية والمساواة والأخوة، أي العودة إلى المصادر الأيديولوجية لشعب انقطع عن الله بقطع رأس الملك. كل واحد وفق قدراته ومرتكزاته".
[إقرأ أيضاً: مشروع الرقابة الفرنسي: انتبه... "الأخ الأكبر" يراقب حاسوبك!]
وفي مقال بعنوان: "بلاغة الإجماعية"، يحاول الأكاديمي بيير دْهُوي أن يحلل ما قيل إنها "إجماعيّة"، ويرى أنه بمجرد ما تكون قائمة حتى يقوم التحليل بتكذيبها وتدميرها. وانطلق من الواجهة الإعلانية لمعهد العالم العربي في باريس، التي أظهرت بحروف حمراء شعار: "كلنا شارلي"، وكانت مبادرة من الفنان التونسي الفرنسي مهدي بن شيخ، ووافق عليها رئيس المعهد جاك لانغ على الفور. وبرأيه، توحي وكأنها "خطابٌ من 22 دولة عربية". ويضيف: "لكن هذا الخطاب يتعارض بعض الشيء، مع ما صرح به جاك لانغ، من أن "كل الدول، في مجموعها، تتبعني. كلها ضد الإسلامويين". ويقول: "يوجد غموض في جملة "في مجموعها"... كان من الأدقّ، أن توضع على الواجهة: "كلنا، في مجموعنا، شارلي"... إذا "الإجماعيّة هشّةٌ".
أما الفيلسوفة والمتخصصة في الأيقونات والعلاقة مع الصورة ماري جوزي موندزين، فتقول فيه حوار معها: "تحولت "أنا شارلي"، بسرعة، إلى صورة، وهذه الصورة تحولت إلى موضوع ثقافي: صورة إجماع يخفي تناقضات داخلية تسكن مثل هذا التجمع. لا أصفها بالوهمية: فالصورةُ ليست صحيحة ولا مغلوطة. صحيح، لقد حضر أربعة ملايين ولكن لم يكونوا جميعا متفقين". ورأت أن الصور التي كانت تمر ولا تتوقف تكشف أن "تنظيم داعش وأتباعه تغذوا بألعاب الفيديو، التي أصبحت قاموسهم السينوغرافي. بل وأصبحوا يتقنونها أحيانا بشكل يفوق بعض مخرجي التلفزيون الفرنسيين، بل حتى هوليوود، خصوصا حين يتعلق الأمر بالإيقاع والمونتاج والمقاطع والكليبات... لقد حدث هذا أثناء 11 سبتمبر 2001: "هل تتغذون من الصُوَر؟ نحن قادرون على إشباعكم، بشكل يفوق انتظاراتكم، نحن أفضل تلاميذ سي إن إن".
[إقرأ ايضاً: مغني الراب "بوبا" ينتقد "شارلي إيبدو"... فيحاكم]