الدراما المدبلجة تثير غضب وزراء مغاربة

27 مايو 2014
أسرة مغربية أمام التلفزيون (العربي الجديد)
+ الخط -

 

 

أثارت المسلسلات المكسيكية والتركية المُدبلجة باللهجة المغربية، التي تعرضها القنوات التلفزيونية في المغرب، غضب بعض الوزراء الذين هاجموا بثّ تلك المنتجات الدرامية الأجنبية، بسبب تأثيراتها السيئة على فئات عريضة من الجمهور المغربي، خاصة الأجيال الناشئة.

واتهمت وزيرة الأسرة والتضامن، بسيمة الحقاوي، في ندوة نُظمت أخيراً بالرباط، المسلسلات المدبلجة بمساهمتها في انتحار الشباب، موضحة أنّها مسلسلات تهدّد تماسك الأسر المغربية، وتدفعها إلى التورط في ازدواجية الهوية، ما يفضي إلى الانتحار المادي أو المعنوي.

وكان وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، قد هاجم منذ أيامٍ المسلسلات المكسيكية والتركية المدبلجة، مبرزاً في جلسة بالبرلمان أنّها "تشكل خطراً على قيّم المغاربة، باعتبار نوعية المواضيع والمشاهد الجريئة التي تعرضها".

وليس الوزراء وحدهم من انتابتهم موجة الغضب من بثّ هذه المسلسلات بل أيضاً أحزاب سياسية عبّرت عن احتجاجها من هذه الأعمال الدرامية، بسبب تبذير أموال الشعب.

سبق لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض أنّ أبدى استياءه من بثّ هذه المسلسلات المكسيكية التي تصل أحياناً إلى عشرات الحلقات، تصل تكلفتها المالية إلى ملايين الدراهم، ما يعني "هدراً لأموال الشعب خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة للبلاد".

ومثل السياسيين يرى بعض الفنانين المغاربة أيضاً أنّ عرض تلك الأعمال الأجنبية تقلّص حظوظهم في إيجاد فرص العمل، بسبب غزو المسلسلات المكسيكية والتركية للقنوات التلفزيونية في البلاد" تقول الممثلة نعيمة إلياس.

وأبدت الفنانة استياءها من شراء تلك الأعمال الدرامية الأجنبية بالعملة الصعبة رغم الظروف الاقتصادية الراهنة، مبرزة أنّه يتعيّن تشجيع الجمهور ليشاهد أعمال الفنان المغربي مهما كان مستواها، بدل التفرّج على مسلسلات بلغة مدبلجة رديئة.

 
وتحظى هذه المسلسلات المكسيكية والتركية المدبلجة إلى الدارجة المغربية بإقبال كثيف من طرف المشاهدين بالمغرب، حيث تتبوأ المراتب الأولى في التصنيفات السنوية التي تنجزها مؤسسة "ماروك متري" المتخصصة في نسب المشاهدة، بأرقام تتجاوز 5 و6 ملايين مشاهد.

ويعزو نقاد إقبال المغاربة على هذا النوع من المسلسلات الأجنبية، خاصة تلك المُدبلجة منها، إلى اللغة "السهلة" التي تجذب المشاهد، وأيضا طبيعة المواضيع التي تطرحها تلك الأعمال الدرامية، وترتبط بالحب والخيانة والانتقام والعلاقات الأسرية.

ويرى النقاد أنّ هذه المسلسلات تجذب قطاعاً عريضاً من المغربيات، خاصة ربّات البيوت، بالنظر إلى أنها أعمال تعتمد كثيراً على عنصر الحوار واللغة بين الممثلين، ما يسهل عملية متابعة أحداث المسلسل على المرأة في البيت حتى لو لم تكن مستمّرة أمام التلفاز.

دلالات
المساهمون