الخيانة: من خيول كرداسة حتى علف يسري نصرالله

30 ابريل 2014
بوستر فيلم بعد الموقعة
+ الخط -


(الحدث – الصورة – المغزى)

(السيسي يصالح – وكأنه يفتح عكا – حارس مرمي كرة قدم على مرتضي منصور. يصالح متهم موقعة الجمل على حارس مرمي دخل عضوية مجلس الشعب "المباركي" وفي جيبه 80 مليون جنيه، وكان أيضاً من أعمدة لجنة السياسات في الحقل الكروي مع جمال وعلاء مبارك.
أليست هذه دلالة كافية على أن السيسي أفصح عن اللعبة في جلاء، وما عاد للرجل من شيء يخفيه على الناس بعدما انتهى الفيلم تماماً، لا أقصد فيلم يسري نصرالله "بعد الموقعة"، ولكن أقصد فيلم السنوات الثلاث والشهرين، منذ الثورة للآن، وإن كان يسري نصرالله قد قال هذه النهاية في شهر يوليو/تموز من عام الثورة نفسه في فيلمه موضوع رؤيتنا "بعد الموقعة".

ببساطة يتناول الفيلم أحد خيّالة موقعة الجمل بعدما ارتبط بعلاقة عاطفية مع بطلته التي كانت من الثائرات، وأراد يسري نصرالله أن يظهر الجانب الانساني فى نفس هذا الخيّال بأنه يدافع عن رزقه ولقمة عيشه في ليلة "موقعة الجمل"، وقد قال نصرالله نفسه في حوار إنساني طبعاً عن خيول وجمال نزّلة السمان بعد تصوير الفيلم (السائحون هربوا من القاهرة، والخيل والجمال وقائدوها الذين يسكنون بالقرب من الأهرامات أصبحوا يتضورون جوعاً، حتى أن الجمال أصبحت تباع للجزّارين). ميلودراما أخرى في السياق، فقد كان من الواجب أيضاً حسب سياق نصرالله، أن يتحول 3 ملايين من العاملين بالسياحة في مصر إلى قطّاع طرق أيضاً وجواسيس.
أما أن الجمال قد بيعت للجزّارين فهذا طبعاً شيء يثير الأسى والدموع في الغرب، وخاصة إذا كان الغرب لا يعرف أن مهنة الجمّال في قرى مصر لا يعمل صاحبها طول السنة إلا لشهرين في موسم القمح والشامي والقصب وباقي السنة يظل الجمل عزيزاً على صاحبه الجمّال الفقير، ولا بييعه لجزّار ولا يفرّط في لحمه. واضح أن الجمّالين في كرداسة في فيلم "بعد الواقعة" جاءوا من الهند أو من مناطق هوليوود.
هل هذا هو ما جعل موقع "أندي واير" أكبر موقع سينمائي عالمي، يقول عن الفيلم الذي رشّح بقدرة الله وإسرائيل للدخول في المسابقة الرسمية لمهرجان كان: (الفيلم مخفق وملتو) وقالت بطلة الفيلم ناهد السباعي: (ان المشاركين في الفيلم سمعوا كلاماً عن وجود انتاج يهودي)، لكن دعنا من هذا أيضاً، ولنسأل يسري نفسه عن سبب بيع الخيّالة والجمّالة دوابهم للجزّارين لحماً، يجيبك الرجل بكل ثقة ويقين: بسبب عدم قدرتهم على شراء العلف، وهو السبب المباشر لاشتراكهم في موقعة الجمل، وطبعاً هذه ميلودراما أخرى، لا ينفع فيها أن تقول ليسري: (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها)، لأنه سيضحك، كما أن جمال الأرياف صابرة ولا تعرف ولم تر إطلاقاً دولارات كرداسة أو رجال الأعمال، فهذه خيول تأنسنت وتعرف الإحساس وفرق العملة أيضاً، أما جمال الأرياف فيكفيها أي شيء، سواء أكان عاقولاً أو حلفاء، ولا يوجد في كرداسة لا العاقول ولا الحلفاء، فهل تطلب من الخيول مثلا أن ترقص عارية في شارع الهرم كي تحصل على أعلافها أو تنتحر؟.

المهم أن الخيول دخلت ميدان التحرير، ودهست من دهسته وعمل يسري فيلمه الميلودرامي في أشهر قليلة، وعرض في مهرجان "كان" بقدرة الله طبعاً، ولم يحصل على شيء من الجوائز، والآن أما زالت الجمال تباع للجزارين في كرداسة، وخاصة أن السياحة الآن وصلت الى الحضيض. واضح أن جمال يسري نصرالله هربت من أصحابها الى القرى، وخاصة بعد ما رأيت مرتضى "متهم موقعة الجمل" في مودة وسرور مع شوبير صديق ومنسق الاعلام الكروي للجنة السياسات وبينهما السيسي يبارك المصالحة. واضح أن الجمال الآن سعيدة في القرى بعدما فرت من الذبح عند الجزّارين.

دلالات
المساهمون