أعلنت الخطوط الجوية القطرية تعليق رحلاتها إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر "حتى إشعار آخر"، غداة إعلان هذه الدول قطع العلاقات مع قطر وتعليق الرحلات الجوية إليها.
وقالت الشركة، في بيان نشرته على موقعها "تعلن الخطوط الجوية القطرية عن تعليق جميع رحلاتها إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر، حتى إشعار آخر".
وأضافت "سيتم توفير خيارات بديلة لجميع المسافرين الذين تأثرت رحلاتهم، منها استرداد مبلغ التذكرة أو إعادة الحجز على وجهات أخرى ضمن شبكة الخطوط الجوية القطرية".
وأمس الإثنين، قامت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية والبرية أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر.
وأوقفت شركات "مصر للطيران" و"طيران الإمارات" و"الاتحاد للطيران" و"فلاي دبي" و"العربية" والخطوط السعودية، رحلاتها من وإلى قطر.
وكانت الخطوط الجوية القطرية أعلنت، في بيان، الإثنين، أنها علقت الرحلات إلى السعودية حتى الساعة 23.59 بتوقيت غرينتش من اليوم نفسه، قبل أن تعود وتعلن عن تعليق كافة الرحلات إلى المملكة والدول الأخرى التي قطعت علاقتها مع الدوحة.
من جهته، كشف رئيس الهيئة العامة للطيران المدني القطري، عبد الله ناصر تركي السبيعي، عن تمكّن الهيئة من التوصل إلى ترتيبات دولية تقضي بتحديد ممرات ملاحية للطيران القطري فوق المياه الإقليمية والدولية.
وقال السبيعي في لقاء مع تلفزيون قطر، مساء الإثنين، إن حركة الطيران تسير وفقا لما هو مخطط له، مشيرا إلى عدم وجود أية عراقيل أمام الرحلات المجدولة، في ظل وجود تنسيق بين الهيئة وبين المنظمة الدولية للطيران المدني لاستخدام ممرات المياه الدولية للوصول إلى كافة مناطق العالم.
وأضاف السبيعي، أن قطر عضو في المنظمة الدولية للطيران المدني، وأعضاء باتفاقية شيكاغو المصادق عليها عالميا، ونتبع القانون الدولي، وجدول رحلات الطيران سيسير بشكل طبيعي.
وحسب المسؤول القطري فإن مطار حمد لن يتأثر بالخطوات التي أقدمت عليها شركات طيران خليجية وعربية قررت الامتناع عن القدوم إليه، مقدراً نسبة نشاطها بنحو 7.4% فقط من مجمل عمليات الملاحة اليومية التي يتعامل معها المطار. وامتنعت الخطوط الجوية السعودية والإماراتية والاتحاد والخليج ومصر للطيران عن القدوم إلى مطار حمد.ولفت السبيعي إلى إمكانية جدولة مواعيد بعض الرحلات القادمة والمغادرة من الدوحة.
يشار إلى أن 110 آلاف راكب دخلوا وخرجوا من الدوحة عبر مطار حمد، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى إبريل/نيسان 2017، أي بمعدل 8 آلاف و134 راكبا يوميا.
وكانت النتائج الرسمية التي أعلنتها المنظمة الدولية للطيران المدني مؤخراً قد وضعت دولة قطر في مقدمة بلدان العالم في مجال أمن الطيران المدني.
كان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) قد دعا، أمس، إلى إعادة فتح الحدود التي أغلقتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والتراجع عن عرقلة السفر جوا في أرجاء المنطقة.
وقال ألكسندر دي جونياك، رئيس إياتا: "تعتمد صناعتنا على الحدود المفتوحة. نتطلع إلى إعادة فتح الحدود.. كلما حدث هذا سريعا كان أفضل".
من جهتها قررت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية الثلاثاء إلغاء جميع التراخيص الممنوحة للخطوط الجوية القطرية ولموظفيها وإقفال جميع مكاتبها في المملكة خلال 48 ساعة، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (واس).
ودعت الهيئة المسافرين الذين قاموا بشراء تذاكرهم من وإلى قطر إلى "التواصل مع الناقلات الجوية أو وكيل السفر عبر الموقع الإلكتروني لاستعادة التذاكر أو التعويض".
إيران تفتح أجواءها
من جهته صرح مسؤول في شركة المطارات الايرانية أن جميع رحلات الخطوط الجوية القطرية ستعبر من الأجواء الايرانية نحو أوروبا وأفريقيا.
وقال المسؤول في شركة المطارات الايرانية لوكالة "مهر" للأنباء إن الأزمة الأخيرة التي ظهرت بين عدد من الدول العربية أدت إلى أغلاق الأجواء أمام الخطوط الجوية القطرية في أربع دول عربية، موضحاً إن الطريق الوحيد لعبور الطيران القطري هو سماء إيران.
وأضاف: إن أغلب الخطوط الجوية القطرية المتجهة نحو شمال افريقيا وجنوب اوروبا كانت تعبر سابقاً عبر الأجواء السعودية ثم مصر، إلّا أن اغلاق هذين البلدين أجوائهما أمام قطر أدى إلى تغيير مسير طائرات الخطوط الجوية القطرية لتعبر من إيران نحو العراق ثم الأردن ثم شمال أفريقيا.
وأكمل المسؤول الايراني: أن رحلات الخطوط الجوية القطرية المتجهة إلى وسط أوروبا وشمالها والأطلسي الشمالي كانت تعبر من البحرين نحو الكويت ثم العراق ثم تركيا ثم إلى شمال أوروبا، ومع اشتراك البحرين في فرض الحصار على قطر، أجبر الطيران القطري للعبور من سماء إيران نحو تركيا.
وبين المسؤول عن حركة الطيران في إيران، أن الأجواء الايرانية تشهد يومياً عبور 955 طائرة، ومع فرض الحصار على قطر يتوقع إضافة 200 رحلة للخطوط الجوية القطرية، الأمر الذي يرفع من دخل البلاد.